الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3822 [ 1937 ] وعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، ونحن نجني الكباث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالأسود منه. قال: فقلنا: يا رسول الله، كأنك رعيت الغنم، قال: نعم، وهل من نبي إلا وقد رعاها؟! أو نحو هذا من القول.

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 326) والبخاري (3406) ومسلم (2050).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و( الكباث ): هو النضيج من ثمر الأراك. قاله الأصمعي . وقال غيره: الصواب: إن الكباث هو الذي لم ينضج، و(المرد): هو الذي نضج واسود، وأنشد:


                                                                                              وغير ماء المرد فاها فلونه كلون النؤور وهي أدماء سارها

                                                                                              [ ص: 325 ] أي: سائرها.

                                                                                              وقد حكي أيضا عن الأصمعي . وحكي عن ابن الأعرابي : أن الذي لم يسود هو الكباث، والأسود هو البرير، وجماعه (المرد). وعن مصعب : أن المرد هو إذا ورد; فإذا اخضر فهو الكباث، فإذا اسود فهو البرير.

                                                                                              و(قوله: كأنك رعيت الغنم؟ قال: نعم. وهل من نبي إلا رعاها ؟) قد تقدم الكلام على هذا، وحاصله راجع إلى أن الله تعالى درب الأنبياء على رعاية الغنم وسياستها; ليكون ذلك تدريجا إلى سياسة الأمم; إذ الراعي يقصد مصلحة الغنم، ويحملها على مراشدها، ويقوم بكلفها وسياستها، ومن تدرب على هذا وأحكمه; كان متمكنا من سياسة الخلق ورحمتهم، والرفق بهم.

                                                                                              وكانت الغنم بهذا أولى لما خص به أهلها من السكينة، وطلب العافية، والتواضع، وهي صفات الأنبياء، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: (السكينة في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في أهل الإبل).




                                                                                              الخدمات العلمية