الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " ثم العشاء " .

                                                                                                                          قال الجوهري : العشاء والعشية من صلاة المغرب إلى العتمة ، والعشاء بالكسر والمد مثله ، وزعم قوم أن العشاء من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ، والعشاآن : المغرب والعتمة . آخر كلامه . فكأنها سميت باسم الوقت الذي [ ص: 58 ] تقع فيه كما ذكر في غيرها ، وقال الأزهري : والعشاء هي التي كانت العرب تسميها العتمة ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وإنما سموها عتمة باسم عتمة الليل ، وهي ظلمة أوله ، وإعتامهم بالإبل ، إذا راحت عليهم النعم بعد المساء أناخوها ولم يحلبوها حتى يعتموا ؛ أي يدخلوا في عتمة الليل ، وهي ظلمته وكانوا يسمون تلك الحلبة : عتمة باسم عتمة الليل ، ثم قالوا لصلاة العشاء : العتمة ؛ لأنها تؤدى في ذلك الوقت . آخر كلامه . يقال : أعتم الليل إذا أظلم وعتم لغة ، وقال المصنف رحمه الله تعالى في " المغني " ولا يستحب تسميتها العتمة ، وقال صاحب " المستوعب " : ويكره أن تسمى العشاء : العتمة .

                                                                                                                          " وعنه نصفه " .

                                                                                                                          يجوز ضم نون " نصفه " كما تقدم وهو مرفوع بالابتداء ، ولا يجوز جره لما فيه من إعمال حرف الجر محذوفا ، وهو في مثل هذا مقصور على السماع كقول الشاعر :


                                                                                                                          إذا قيل أي الناس شر قبيلة أشارت كليب بالأكف الأصابع

                                                                                                                          .

                                                                                                                          " [ ص: 59 ] " أي أشارت الأصابع بالأكف إلى كليب . فلو قال : وعنه إلى نصفه ، لم يحتج إلى هذا التكليف . فحيث حذف ، فالتقدير : وعنه : آخر وقتها نصفه ، كأنه قال : آخر وقتها ثلثه ، وعنه نصفه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية