الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        1770 حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي عن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حرم ما بين لابتي المدينة على لساني قال وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بني حارثة فقال أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم ثم التفت فقال بل أنتم فيه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا إسماعيل بن عبد الله ) هو ابن أبي أويس ، وأخوه اسمه عبد الحميد ، وسليمان هو ابن بلال ، وقد سمع إسماعيل منه ، وروى كثيرا عن أخيه عنه ، والإسناد كله مدنيون .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ) قال الإسماعيلي : رواه جماعة ، عن عبيد الله هكذا ، وقال عبدة بن سليمان : عن عبيد الله عن سعيد عن أبيه ، عن أبي هريرة زاد فيه : " عن أبيه "

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حرم ما بين لابتي المدينة ) كذا للأكثر بضم أول " حرم " على البناء لما لم يسم فاعله ، وفي رواية المستملي : " حرم " بفتحتين على أنه خبر مقدم ، و " ما بين لابتي المدينة " المبتدأ ، ويؤيد الأول ما رواه أحمد عن محمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر في هذا الحديث بلفظ : إن الله - عز وجل - حرم على لساني ما بين لابتي المدينة ونحوه للإسماعيلي من طريق أنس بن عياض ، عن عبيد الله ، وقد تقدم القول في اللابتين في الحديث الأول ، وزاد مسلم في بعض طرقه : وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى وروى أبو داود من حديث عدي بن زيد قال : حمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل ناحية من المدينة بريدا بريدا ، لا يخبط شجره ، ولا يعضد إلا ما يساق به الجمل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بني حارثة ) في رواية الإسماعيلي : " ثم جاء بني حارثة وهم في سند الحرة " أي : في الجانب المرتفع منها ، وبنو حارثة بمهملة ومثلثة : بطن مشهور من الأوس ، وهو حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ، وكان بنو حارثة في الجاهلية وبنو عبد الأشهل في دار واحدة ، ثم وقعت بينهم الحرب فانهزمت بنو حارثة إلى خيبر فسكنوها ، ثم اصطلحوا ، فرجع بنو حارثة فلم ينزلوا في دار بني عبد الأشهل وسكنوا في دارهم هذه ، وهي غربي مشهد حمزة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بل أنتم فيه ) زاد الإسماعيلي : " بل أنتم فيه " أعادها تأكيدا . وفي هذا الحديث جواز الجزم بما يغلب على الظن ، وإذا تبين أن اليقين على خلافه رجع عنه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية