الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة ، في ربيع الآخر ، ملك بدر الدين قلعة تل أعفر .

وفيها ، في جمادى الأولى ، ملك الأشرف مدينة سنجار .

وفيها أيضا وصل الموصل ، وأقام بظاهرها ، . ثم سار يريد إربل لقصد صاحبها ، فترددت الرسل بينهم في الصلح ، فاصطلحوا في شعبان ، وقد تقدم هذا جميعه مفصلا سنة خمس عشرة وستمائة .

وفيها وصل التتر الري فملكوها وقتلوا كل من فيها ونهبوا وساروا عنها ، فوصلوا إلى همذان ، فلقيهم رئيسها بالطاعة والحمل ، فأبقوا على أهلها وساروا إلى أذربيجان ، فخربوا ، وحرقوا البلاد ، وقتلوا ، وسبوا ، وعملوا ما لم يسمع بمثله ، وقد تقدم أيضا مفصلا .

[ الوفيات ] وفيها توفي نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي الذي كان وزير الخليفة ، وصلي [ ص: 366 ] عليه بجامع القصر ، وحضره أرباب الدولة ودفن بالمشهد .

وفيها توفي صدر الدين أبو الحسن محمد بن حمويه الجويني ، شيخ الشيوخ بمصر والشام ، وكان موته بالموصل وردها رسولا ، وكان فقيها فاضلا ، وصوفيا صالحا ، من بيت كبير من خراسان ، رحمه الله ، كان نعم الرجل .

وفيها عاد جمع بني معروف إلى مواضعهم من البطيحة ، وكانوا قد ساروا إلى الأجنا والقطيف ، فلم يمكنهم المقام لكثرة أعدائهم ، فقصدوا شحنة البصرة ، وطلبوا منه أن يكاتب الديوان ببغداد بالرضى عنهم ، فكتب معهم بذلك وسيرهم مع أصحابه إلى بغداد ، فلما قاربوا واسط لقيهم قاصد من الديوان بقتلهم ، فقتلوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية