الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الآثار قال أبو أمامة الباهلي اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا هو وعاء للقرآن .

وقال ابن مسعود إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين .

وقال أيضا اقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف منه عشر حسنات ، أما إني لا أقول الحرف ألم ، ولكن الألف حرف ، واللام حرف ، والميم حرف .

وقال أيضا : لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن ويعجبه فهو يحب الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وقال عمرو بن العاص كل آية في القرآن درجة في الجنة ومصباح في بيوتكم وقال أيضا : من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه .

وقال أبو هريرة إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله ، وقل خيره وخرجت منه الملائكة ، وحضرته الشياطين .

وقال أحمد بن حنبل رأيت الله عز وجل في المنام ، فقلت : يا رب ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك ؟ قال : بكلامي يا أحمد قال : قلت يا رب : بفهم ، أو بغير فهم ، قال : بفهم وبغير فهم .

وقال محمد بن كعب القرظي إذا سمع الناس القرآن من الله عز وجل يوم القيامة فكأنهم لم يسمعوه قط .

وقال الفضيل بن عياض ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد حاجة ولا إلى الخلفاء فمن دونهم فينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه .

وقال أيضا : حامل القرآن حامل راية الإسلام فلا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ، ولا يسهو مع من يسهو ، ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن .

وقال سفيان الثوري إذا قرأ الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه .

وقال عمرو بن ميمون من نشر مصحفا حين يصلي الصبح فقرأ منه مائة آية رفع الله عز وجل له مثل عمل جميع أهل الدنيا .

ويروى أن خالد بن عقبة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اقرأ علي القرآن فقرأ عليه إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى الآية فقال له أعد : فأعاد ، فقال : والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمورق وإن أعلاه لمثمر وما يقول هذا بشر .

وقال الحسن والله ما دون القرآن من غنى ولا بعده من فاقة .

وقال الفضيل من قرأ خاتمة سورة الحشر حين يصبح ، ثم مات من يومه ختم له بطابع الشهداء ، ومن قرأها حين يمسي ، ثم مات من ليلته ختم له بطابع الشهداء .

وقال القاسم بن عبد الرحمن قلت لبعض النساك ما ههنا أحد نستأنس به فمد يده إلى المصحف ، ووضعه على حجره وقال هذا .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثلاث يزدن في الحفظ ، ويذهبن البلغم ؛ السواك والصيام وقراءة القرآن .

التالي السابق


(الآثار) الواردة في ذلك:

(قال أبو أمامة) صدي بن عجلان (الباهلي) - رضي الله عنه - (اقرؤوا القرآن) ، أي ما تيسر منه على الوجه الذي يسهل عليكم، (ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن) ، أي: حفظه وتدبره وعمل بما فيه، فمن حفظ ألفاظه وضيع حدوده فهو غير واع له، ثم إن هذا الأثر مشتمل على ثلاثة جمل: الأولى: اقرؤوا القرآن، رواه أحمد ومسلم من حديث أبي أمامة مرفوعا بزيادة: فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. الثانية: قوله: ولا تغرنكم... إلى آخر الحديث .

رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من حديثه مرفوعا بلفظ: لا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة، إن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن. الثالثة: فإن الله لا يعذب. . إلخ، رواه تمام الرازي في فوائده من حديثه مرفوعا بلفظ اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن، وإذا علمت ذلك ظهر لك أن هذا الأثر ليس بموقوف عليه، بل هو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

(وقال) عبد الله (بن مسعود) - رضي الله عنه - (إذا أردتم العلم) ، أي: الفهم فيه، (فانثروا القرآن) ، أي: ابحثوا فيه (فإن فيه علم الأولين والآخرين) ، ولفظ القوت: من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن، قلت: وسيأتي ذلك للمصنف في الباب الرابع، وقد روي بهذا اللفظ من حديث أنس مرفوعا .

أخرجه الديلي في مسند الفردوس، (وقال) ابن مسعود (أيضا اقرؤوا القرآن) ، أي: لازموا على قراءته، (فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف منه عشر حسنات، أما إني لا أقول الم حرف، ولكن أقول ألف حرف، واللام حرف، والميم حرف) ، رواه البخاري في تاريخه، والترمذي وقال: حسن صحيح غريب، وابن الضريس والحاكم والبيهقي، عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف، والطبراني في [ ص: 466 ] الكبير، عن عوف بن مالك الأشجعي مرفوعا بلفظ: من قرأ حرفا من القرآن كتب له حسنة، لا أقول الم ذلك الكتاب ، ولكن الألف واللام والميم والذال واللام والكاف، وروى البيهقي عنه بلفظ: لا أقول بسم الله، ولكن باء وسين وميم، ولا أقول الم ولكن الألف واللام.

وروى الديلي عن أنس من قرأ القرآن كتب له بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأ القرآن كتب له بكل حرف حسنة وحشر في جملة من يقرأ ويرقى، (وقال أيضا: لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن ويعجبه فهو يحب الله ورسوله، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله ورسوله ) ، كذا في القوت، وقد فسره سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى، فقال: علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي حب السنة، وعلامة حبها حب الآخرة، وعلامة حبها بغض الدنيا، وعلامة بغضها أن لا يتناول منها إلا البلغة، (وقال عمرو بن العاص ) - رضي الله عنه - (كل آية في القرآن درجة) ، فيقال للقارئ: ارق في درجها على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن فمن استوفى قراءة جميعه، استوى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزأ منها فرقيه في الدرج بقدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة، (ومصباح في بيوتكم) ، من كثرة الملائكة المفيضين للرحمة والمستمعين لتلاوته .

ثم إن هذا القول قد أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا، وفي إسناده رشدين بن سعد وهو ضعيف، وروى البيهقي عنه مرفوعا بلفظ: من قرأ آية من القرآن كان له درجة في الجنة، ومصباح من نور، (وقال أيضا: من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه ) ، هكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف موقوفا على عبد الله بن عمرو بلفظ: فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه.

ورواه محمد بن نصر في كتاب الصلاة، والطبراني في الكبير عنه مرفوعا، وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والبيهقي وابن عساكر، عن أبي أمامة مرفوعا، والخطيب عن ابن عمر كذلك بلفظ: من قرأ ثلث القرآن فقد أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ نصف القرآن أعطي نصف النبوة، ومن قرأ ثلثيه أعطي ثلثي النبوة ومن قرأ القرآن كله فقد أعطي النبوة كلها غير أنه لا يوحى إليه. .. الحديث .

وأخرج الحاكم والبيهقي عن عبد الله بن عمرو ورفعه من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، (وقال أبو هريرة ) - رضي الله عنه - (إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره) ، أي: بورك فيه، (وحضرته الملائكة) أي: لاستماعه، فيضيء لهم البيت ويحضرون بالرحمة والخير والبركة والسكينة، (وخرجت منه الشياطين) فإنهم لا يطيقون سماع القرآن، (وأن البيت الذي لا يتلى فيه القرآن ضاق بأهله، وقل خيره وخرجت منه الملائكة، وحضرته الشياطين) .

وقد روى أبو نعيم في المعرفة من حديث باسط بن أبي حميضة الجمحي رفعه أن البيت الذي يذكر الله فيه ليضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، (وقال أحمد بن حنبل ) الإمام رحمه الله تعالى: (رأيت الله عز وجل في المنام، فقلت: يا رب ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك؟ قال: بكلامي يا أحمد قال: قلت: بفهم، أو بغير فهم، قال: بفهم وبغير فهم) هكذا نقله ابن الجوزي في مناقب الإمام، والمراد بفهمه فهم معانيه، ومعرفة أحكامه فيحل حلاله، ويحرم حرامه .

(وقال محمد بن كعب القرظي ) تابعي حجة ثقة روى عن أبي ذر وغيره مرسلا، وعن أبي هريرة وعائشة وزيد بن أرقم، وعنه يزيد بن الهاد وأبو معشر السندي، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، قال أبو داود سمع من علي وابن مسعود توفي سنة ثمان ومائة، روى له الجماعة (إذا سمع الناس القرآن من الله يوم القيامة فكأنهم لم يسمعوه قط ) ، قلت: وهذا قد روي مرفوعا من حديث بريدة عند الحكيم الترمذي ولفظه: إن أهل الجنة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأ عليهم القرآن فإذا سمعوه منه كأنهم لم يسمعوه قبل، وفي رواية: لم يسمعوا شيئا أعظم منه ولا أحسن منه. . الحديث .

(وقال الفضيل بن عياض ) رحمه الله تعالى: تقدمت ترجمته في كتاب العلم (وينبغي لحامل القرآن) أي: حافظه والعامل به، (أن لا يكون له إلى أحد حاجة) أي: لا يظهر ذله إلى أحد في قضاء حاجة [ ص: 467 ] لنفسه (ولا إلى الخلفاء) ، والملوك، ومن في معناهم (فمن دونهم) من الأمراء ورؤساء العشائر، (وينبغي أن تكون حوائج الخلق) كلهم (إليه) تعظيما لما حمله، واحتراما له فإنه نعمة جسيمة، ومتى احتاج حامله إلى أهل الدنيا، فقد استصغر ما عظمه الله، ولحقه الوعيد السابق، (وقال أيضا: حامل القرآن حامل راية الإسلام ) ، فيه استعارة فإنه لما كان حاملا للحجة المظهرة للإسلام وقع الكفار كان كحامل الراية في حربهم، (فلا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن) ، واشتغالا برفع راية الإيمان، هكذا أخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة الفضيل.

روى الديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي أمامة بسند ضعيف: حامل القرآن حامل راية الأحلام، من أكرمه فقد أكرم الله، ومن أهانه فعليه لعنة الله، وأخرجه محمد بن نصر في الصلاة، والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: ليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحقد فيمن يحقد، لكن يعفو ويصفح لفضل القرآن، ورواه ابن أبي شيبة موقوفا عليه، ورواه البيهقي والحاكم بلفظ: لا ينبغي لصاحب القرآن أن يحد مع من يحد، ولا يجهل مع من يجهل، وفي جوفه كلام الله.

ورواه الخطيب عن ابن عمر رفعه لا ينبغي لحامل القرآن أن يحد فيمن يحد ولا يجهل فيمن يجهل، ولكنه يعفو ويصفح لعز القرآن.

(وقال سفيان) بن سعيد (الثوري) رحمه الله تعالى: (إذا قرأ الرجل القراءة) أي: ابتغاء لمرضاة الله تعالى، وقصدا للتقرب إليه به (قبل الملك بين عينيه) تعظيما لما قرأه، واحتراما لقارئه، والملائكة أكثر الخلق حبا في استماع القرآن من بني آدم .

(وقال عمر بن ميمون) الرماح قاضي بلخ روى عن الضحاك وغيره وعنه ابنه عبد الله قاضي نيسابور ويحيى بن يحيى وداوود بن عمر وآخرون وثقوه، وروى له الترمذي ومات سنة إحدى وسبعين ومائة (من نشر مصحفا حين يصلي الصبح فقرأ منه مائة آية رفع الله عز وجل له مثل عمل جميع أهل الدنيا) ، والمراد من قوله: نشر مصحفا، أي يقرؤه نظرا فيه .

وقد ورد في فضله عن أنس عند ابن النجار، وعن حذيفة عند الرافعي، وفي قراءة مائة آية ورد عن تميم الداري عند ابن السني في عمل يوم وليلة، وعن أنس عند الرافعي، وعن أبي الدرداء عند البيهقي، (ويروى أن خالد بن عقبة) بن أبي معيط (جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اقرأ علي القرآن) أي شيئا منه مما أنزل إليك (فقرأ عليه) هذه الآية، ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فقال له: أعد فأعاد، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة) ، بالضم والفتح لغة فيه أي: بهجة (وإن أسفله لمغدق) أي: كثير الغدق، (وإن أعلاه لمثمر) أي: ذو ثمر، (وما يقول هذا بشر) .

قال العراقي ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب بغير إسناد، ورواه البيهقي في الشعب من حديث ابن عباس بسند جيد إلا أنه قال الوليد بن المغيرة بدل خالد بن عقبة، وكذا ذكره ابن إسحاق في السيرة بنحوه اهـ .

قلت: وهذه الآية فيها الإيجاز الجامع، وهو أن يحتوي اللفظ على معان متعددة فالعدل هو الصراط المستقيم المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط المؤتى به إلى جميع الواجبات في الاعتقاد والأخلاق والعبودية، والإحسان هو الإخلاص في واجبات العبودية لتفسيره في الحديث: أن تعبد الله كأنك تراه، أي تعبده مخلصا في نيتك، واقفا في الخضوع آخذا أهبة الحذر إلى ما لا يحصى، وإيتاء ذي القربى هو الزيادة على الواجب من النوافل هذا في الأوامر، وأما النواهي فبالفحشاء الإشارة إلى القوة الشهوانية، وبالمنكر الإفراط الحاصل من آثار الغضبية، أو كل محرم شرعا بالبغي إلى الاستعلاء الفائض عن الوهمية .

ولهذا قال ابن مسعود: ما في القرآن آية أجمع للخير والشر من هذه الآية، أخرجه الحاكم في المستدرك، وروى البيهقي في الشعب عن الحسن أنه قرأها يوما، ثم وقف فقال: إن الله جمع لكم الخير والشر في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئا إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئا إلا جمعه.

(وقال الحسن) البصري رحمه الله تعالى: (والله ما دون القرآن من غنى) أي من حازه حاز [ ص: 468 ] غنى ما بعده غنى مثله، (وما بعده من فاقة) أي ليس بعد فقده من فاقة أشد منها ولو ملك أموالا، (وقال الفضيل) بن عياض رحمه الله تعالى: (من قرأ خاتمة سورة الحشر حين يصبح، ثم مات من يومه ختم له بطابع الشهداء، ومن قرأها حين يمسي، ثم مات من ليلته ختم له بطابع الشهداء) .

وهذا قد روي مرفوعا من حديث أبي أمامة بلفظ: من قرأ خواتم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة، هكذا رواه ابن عدي، وابن مردويه والبيهقي والخطيب وبلفظ: من قرأ آخر سورة الحشر فمات من ليلته مات شهيدا، هكذا رواه أبو الشيخ (وقال القاسم بن عبد الرحمن) أبو عبد الرحمن مولى بني أمية أرسل عن علي وسلمان والكبار، وروى عن معاوية وعمرو بن قتيبة، وقيل: لم يسمع من صحابي سوى أبي أمامة، وعنه ثابت بن عجلان، ويونس بن يزيد، ومعاوية بن صالح مات سنة ثلاث عشرة ومائة (قلت لبعض النساك) أي: العباد (ما هنا أحد يستأنس به فمد يده إلى المصحف، ووضعه في حجره وقال هذا) أي: وأشار إلى المصحف فإنه نعم الأنيس، (وقال علي بن أبي طالب ) - رضي الله عنه -: (ثلاث يزدن في الحفظ، ويذهبن البلغم؛ السواك والصوم وقراءة القرآن) ، وما يذهب البلغم يزيد في الحفظ; لأن البلغم رطوبات لزجة تضعف قوة الحافظة فالسواك يقطع رطوبة الدماغ، والصوم ينشف العروق، وقراءة القرآن تذيب البدن، وقد تقدم ذلك في كتاب الصلاة في فضيلة السواك .




الخدمات العلمية