الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله - عز وجل -: وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ؛ وقرئت: "ليزهقونك"؛ بالهاء؛ ولكن هذه تخالف المصحف؛ أعني الهاء؛ والقراءة على ما وافق المصحف؛ وهذه الآية تحتاج إلى فصل إبانة في اللغة؛ فأما ما روي في التفسير [ ص: 212 ] فروي أن الرجل من العرب كان إذا أراد أن يعتان شيئا؛ أي: يصيبه بالعين؛ تجوع ثلاثة أيام؛ ثم يقول للذي يريد أن يعتانه: "لا أرى كاليوم إبلا أو شاء - أو ما أراد"؛ المعنى: "لم أر كإبل أراها اليوم إبلا"؛ فكان يصيبها بالعين بهذا القول؛ فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما سمعوا منه الذكر كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين؛ فأما مذهب أهل اللغة فالتأويل عندهم أنه من شدة إبغاضهم لك وعدوانهم؛ يكادون بنظرهم؛ نظر البغضاء؛ أن يضروك؛ وهذا مستعمل في الكلام؛ يقول القائل: "نظر إلي نظرا يكاد يصرعني به"؛ و"نظرا يكاد يأكلني فيه"؛ وتأويله كله أنه نظر إلي نظرا لو أمكنه معه أكلي؛ أو أن يصرعني؛ لفعل؛ وهذا بين واضح؛ والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية