الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ( 41 ) )

يقول تعالى ذكره : فانتقمنا منهم ، فأرسلنا عليهم الصيحة ، فأخذتهم بالحق ، وذلك أن الله عاقبهم باستحقاقهم العقاب منه بكفرهم به ، وتكذيبهم رسوله ( فجعلناهم غثاء ) يقول : فصيرناهم بمنزلة الغثاء ، وهو ما ارتفع على السيل ونحوه ، كما لا ينتفع به في شيء فإنما هذا مثل ، والمعنى : فأهلكناهم فجعلناهم كالشيء الذي لا منفعة فيه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ) يقول : جعلوا كالشيء [ ص: 33 ] الميت البالي من الشجر .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( غثاء ) كالرميم الهامد ، الذي يحتمل السيل .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج : ( فجعلناهم غثاء ) قال : كالرميم الهامد الذي يحتمل السيل .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( فجعلناهم غثاء ) قال : هو الشيء البالي .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر . عن قتادة ، مثله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( فجعلناهم غثاء ) قال : هذا مثل ضربه الله .

وقوله : ( فبعدا للقوم الظالمين ) يقول : فأبعد الله القوم الكافرين بهلاكهم ; إذ كفروا بربهم ، وعصوا رسله ، وظلموا أنفسهم .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : أولئك ثمود ، يعني قوله : ( فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية