الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم قال في نظمه :

( ( فحبه كحبهم حتما وجب ومن تعدى أو قلى فقد كذب ) )



( ( فحبه ) ) أي حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ( ( كحبهم ) ) أي الخلفاء الراشدين خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر الصديق الإمام المبجل على التحقيق المسمى بعبد الله والملقب بعتيق ، فمن أحبه فهو مؤمن ومن أبغضه فهو زنديق ، وكذلك عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق ، وكذلك عثمان بن عفان الذي بكل مكرمة مرموق ، فإن كنت مؤمنا فأحبهم جميعا وحتم ذلك على نفسك وعلى كل أبناء جنسك .

( ( حتما ) ) أي خالصا محكم الأمر ، ( ( وجب ) ) على جميع الأمة باتفاق الأئمة لا يزوغ عن حبهم إلا هالك ، ولا يروغ عن وجوب ذلك إلا آفك ، ومن ثم قال : ( ( ومن ) ) أي مكلف من هذه الأمة المحمدية ، ( ( تعدى ) ) في حبه أو لم يقل بفضل الخلفاء الراشدين على ترتيب الخلافة ( ( أو قلى ) ) هم أو أحدا منهم أي أبغضهم أو أحدا منهم ، يقال : قلاه كرماه رفضه قلى وقلاء إذا أبغضه وكرهه غاية الكراهة وتركه وهجره ، وقال الإمام أبو المظفر عون الدين بن هبيرة : القلى بغض بعد حب ، ( ( فقد ) ) الفاء في جواب من وقد حرف تحقيق ، ( ( كذب ) ) في كل واحدة من الخصلتين من تعديه في الحب أو بغضه لهم أو لأحد منهم - رضي الله عنهم أجمعين - .

التالي السابق


الخدمات العلمية