الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( فلو حلف آكل مع غيره تمرا أو نحوه ) مما له نوى كخوخ ومشمش على [ ص: 140 ] الغير ( لتميزن نوى ما أكلت أو ) حلف ( لتخبرن بعدده ) أي عدد نوى ما أكلت ( فأفرد ) المحلوف عليه ( كل نواة ) وحدها فيما إذا حلف لتميزن نوى ما أكلت ( أو عد ) المحلوف عليه لتخبرن بعدد نوى ما أكلت ( من واحد إلى عدد يتحقق دخول ) نوى ( ما أكل فيه ) أي فيما عده لم يحنث ( أو ) حلف ( ليطبخن قدرا برطل ملح ويأكل منه ) أي مما طبخه برطل ملح ( فلا يجد فيه طعم الملح فصلق به بيضا وأكله ) لم يحنث ( أو ) حلف ( لا يأكل بيضا ولا تفاحا وليأكلن مما في هذا الوعاء فوجد بيضا وتفاحا فعمل من البيض ناطفا ومن التفاح شرابا وأكله ) لم يحنث ; لأنه مما في الإناء وليس بيضا ولا تفاحا حيث استهلك فلم يظهر طعمه كما يأتي في الأيمان ( أو ) حلف ( من على سلم لا نزلت إليك ) أيها السفلى ( ولا صعدت إلى هذه ) العليا . ( ولا أقمت مكاني ساعة فنزلت العليا وصعدت السفلى وطلع أو نزل أو ) حلف من على سلم ( لا أقمت عليه ولا نزلت منه ولا صعدت فيه فانتقل إلى سلم آخر لم يحنث في الكل ) لعدم وجود الصفة ( إلا مع حيلة ) على قصد التخلص من الحلف ( أو ) إلا مع ( قصد ) فمن حلف لتخبرن بعدد نوى ما أكلت وقصده الإخبار بكميته بلا زيادة ولا نقص لم يبرأ إلا بذلك ولا يبرأ بالحيلة بما سبق ، لما تقدم أن الحيل غير جائزة في شيء من أمور الدين ( أو ) مع ( سبب ) يقتضي إرادة معرفة الكمية بلا زيادة ولا نقص فتنصرف اليمين إليه كما لو نواه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية