الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2365 ص: والدليل على أن عمر - رضي الله عنه - قد كان يرى أن صلاة المأموم تفسد بفساد صلاة الإمام أن محمد بن نعمان السقطي حدثنا قال: ثنا يحيى بن يحيى، قال: ثنا أبو معاوية ، قال: ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث : "أن عمر - رضي الله عنه - نسي القراءة في المغرب، فأعاد بهم الصلاة".

                                                فلما أعاد بهم الصلاة لتركه القراءة -وفي فساد الصلاة بترك القراءة في المغرب اختلاف- كان إذا صلى جنبا أحرى أن يعيد بهم الصلاة.

                                                [ ص: 289 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 289 ] ش: ذكر هذا تأكيدا لصحة ما ذكره من أن صلاة المأمومين مضمنة لصلاة الإمام وأن ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - تأويله على أنه لم يتقن كما ذكرناه، بيان ذلك: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أعاد بالقوم الصلاة حين نسي القراءة في صلاة المغرب مع اختلاف العلماء في فساد الصلاة بترك القراءة، فإعادتها مع القوم حين صلاها وهو جنب أولى وأحرى ; لكون هذه الحالة أشد تأثيرا في فساد الصلاة من تلك الحالة وهي حالة ترك القراءة ; وذلك أن الصلاة قط لا تجوز بدون الطهارة سواء كانت طهارة حقيقية أو طهارة حكمية، وأما بدون القراءة فقد تجوز في بعض الصور، كالأمي الذي لا يقدر على تعلم القراءة، والأخرس الذي لا يقدر على تحريك لسانه بحروف القرآن.

                                                ثم إسناد أثر عمر - رضي الله عنه - صحيح، ويحيى بن يحيى النيسابوري شيخ مسلم ، وأبو معاوية الضرير محمد بن خازم ، والأعمش هو سليمان بن مهران ، وإبراهيم هو النخعي ، وهمام بن الحارث النخعي الكوفي، روى له الجماعة.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" بأتم منه: ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام قال: "صلى عمر - رضي الله عنه - المغرب فلم يقرأ فيها، فلما انصرف قالوا له: يا أمير المؤمنين ، إنك لم تقرأ. فقال: إني قد حدثت نفسي وأنا في الصلاة بعير وجهتها من المدينة فلم أزل أجهزها حتى دخلت الشام. قال: ثم أعاد الصلاة والقراءة".




                                                الخدمات العلمية