الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زكن ]

                                                          زكن : زكن الخبر زكنا ، بالتحريك ، وأزكنه : علمه ، وأزكنه غيره ، وقيل : هو الظن الذي هو عندك كاليقين ، وقيل : الزكن طرف من الظن . غيره الزكن بالتحريك ، التفرس ، والظن ، يقال : زكنته صالحا أي ظننته ، قال : ولا يقال : منه رجل زكن وقد أزكنته وإن كانت العامة قد أولعت به وإنما يقال : أزكنته شيئا أعلمته إياه وأفهمته حتى زكنه ، قال ابن بري : حكى الخليل أزكنت بمعنى ظننت فأصبت ، قال : يقال : رجل مزكن إذا كان يظن فيصيب ، والأفصح زكنت ، بغير ألف ، وأنكرابن قتيبة زكنت بمعنى ظننت . وحكى أبو زيد قال : يقال : زكنت منك مثل الذي زكنت مني ، قال : وهو الظن الذي يكون عندك كاليقين وإن لم تخبر به ، وقال غيره : الزكن الحافظ ، وقيل : زكنت به الأمر أزكنته قاربت توهمه وظننته ، وفي نوادر الأعراب : هذا الجيش يزاكن ألفا ويناظر ألفا أي يقارب . الليث : الإزكان أن تزكن شيئا بالظن فتصيب تقول أزكنته إزكانا ، اللحياني : هي الزكانة والزكانية ، أبو زيد : زكنت الرجل أزكنه زكنا إذا ظننت به شيئا ، وأزكنته الخبر إزكانا : أفهمته حتى زكنه فهمه فهما . وأزكن غيره : أعلمه ، يقال : زكنته ، بالكسر ، أزكنه زكنا بالتحريك أي علمته ، قال ابن الأعرابي : زكن الشيء علمه أزكنه ظنه وقيل : زكنه فهمه أزكنه غيره أفهمه الأصمعي : يقال : زكنت من فلان كذا أي علمته ؛ وقول قعنب بن أم صاحب :


                                                          ولن يراجع قلبي ودهم أبدا زكنت منهم على مثل الذي زكنوا



                                                          عداه بعلى لأن فيه معنى اطلعت كأنه قال : اطلعت منهم على مثل الذي اطلعوا عليه مني ؛ وقال الجوهري : قوله " على " مقحمة . أبو زيد : زكنت منه مثل الذي زكنه مني وأنا أزكنه زكنا وهو الظن الذي يكون عندك بمنزلة اليقين ، وإن لم يخبرك به أحد . قال أبو الصقر : زكنت من الرجل مثل الذي زكن تقول علمت منه مثل ما علم مني . قال أبو بكر : التزكين التشبيه والظنون التي تقع في النفوس ؛ وأنشد :


                                                          يا أيهذا الكاشر المزكن     أعلن بما تخفي فإني معلن



                                                          اليزيدي : زكنت بفلان كذا وأزكنت أي ظننت . الأصمعي : التزكين التشبيه ، يقال : زكن عليهم وزكم أي شبه عليهم ولبس ، وفي ذكر إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة يضرب به المثل في الذكاء قال بعضهم : هو أزكن من إياس ؛ والزكن والإزكان : الفطنة والحدس الصادق . يقال : زكنت منه كذا زكنا وزكانة وأزكنته . وبنو فلان يزاكنون بني فلان مزاكنة أي يدانونهم ويثافنونهم إذا كانوا يستخصونهم . ابن شميل : زكن فلان إلى فلان إذا ما لجأ إليه وخالطه وكان معه ، يزكن زكونا . وزكن فلان من فلان زكنا أي ظن به ظنا . وزكنت منه عداوة أي عرفتها منه وقد زكنت أنه رجل سوء أي علمت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية