الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمره سبحانه بما يسر نهاه عما يضر، فقال ذاكرا ثمرة النذارة: ولا تطع الكافرين أي المشاققين والمنافقين أي لا تترك إبلاغ شيء [مما أنزلته إليك من الإنزال، وغيره كراهة شيء] من مقالهم أو فعالهم في أمر زينب أو غيرها، فإنك نذير لهم، وزاد على ما في أول السورة محط الفائدة في قوله مصرحا بما اقتضاه ما قبله: ودع أي اترك على حالة حسنة بك وأمر جميل لك أذاهم فلا تراقبه في شيء، ولا تحسب له حسابا أصلا، واصبر عليه فإنه غير ضائرك لأن الله دافع عنك لأنك داع بإذنه.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ترك المؤذي، والإعراض عنه استسلاما في غاية المشقة، ذكره بالدواء فقال: وتوكل على الله أي الملك الأعلى في الانتصار لك منهم [و] إبلاغ جميع ما يأمرك به وفي جميع أمرك لأن الله متم نورك ومظهر دينك والاكتفاء به من ثمرات إنارته لك بجعلك سراجا، ولما كان الوكيل قد لا ينهض بجميع الأمور، قال معلما بأن كفايته محيطة: وكفى وأكد أمر الكفاية بإيجاد الباء في الفاعل [ ص: 375 ] تحقيقا لكونه فاعلا كما مضى في آخر سورة الرعد فقال: بالله أي الذي له الإحاطة الكاملة، وميز النسبة بالفاعل في الأصل لزيادة التأكيد في تحقيق معنى الفاعل فقال: وكيلا فمن اكتفى به أنار له جميع أمره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية