الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ( 17 ) )

يقول تعالى ذكره : ويوم نحشر هؤلاء المكذبين بالساعة ، العابدين الأوثان ، وما يعبدون من دون الله من الملائكة والإنس والجن .

كما حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : ( ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله ) فيقول : ( أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ) قال : عيسى وعزير والملائكة .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، نحوه .

واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأه أبو جعفر القارئ وعبد الله بن كثير : ( ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ) بالياء جميعا ، بمعنى : ويوم يحشرهم ربك ، ويحشر ما يعبدون من دونه فيقول . وقرأته عامة قراء الكوفيين ( نحشرهم ) بالنون ، فنقول . وكذلك قرأه نافع .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .

وقوله : ( فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ) يقول : فيقول الله للذين كان هؤلاء المشركون يعبدونهم من دون الله : أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء : يقول : أنتم أزلتموهم عن طريق الهدى ، ودعوتموهم إلى الغي والضلالة حتى تاهوا وهلكوا ، أم هم ضلوا السبيل ، يقول : أم عبادي هم الذين ضلوا سبيل الرشد والحق وسلكوا العطب .

التالي السابق


الخدمات العلمية