الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ التنبيه ] السادس

                                                      أنه لا بد في معرفة الاشتقاق من التصريف وهو معرفة اختلاف أبنية الكلمة وما يعرض لها من زيادة ونقص وقلب وبدل وإدغام ، ليعرف الأصلي من الزيادة ، ويرد المقلوب إلى أصله ويعرف البدل من المبدل منه ، والمدغم من المدغم فيه .

                                                      وحروف الزيادة عشرة يجمعها قولك : سألتمونيها ، فإذا عرف الأصلي والزائد قابل في ميزان التصريف الأصلي بفاء فعل وعينه ولامه ، والزائد بلفظه . [ ص: 333 ] تقول : وزن ضارب فاعل ، فالألف زائد مذكور بلفظه ، والضاد والراء والباء أصول مقابلة بالفاء والعين واللام ، وكذلك مضروب مفعول من الضرب فالواو والميم زائدتان ، وميعاد وميزان مفعال من الوعد والوزن فالميم والألف زائدتان والياء هي منقلبة عن واو ، لظهورها فيما منه الاشتقاق . فإن قيل : جعلتم معرفة الاشتقاق متوقفة على معرفة التصريف وأهل التصريف يجعلون معرفته متوقفة على معرفة الاشتقاق لتعريف الزائد فيحكم ، بزيادته فإنا لا نعلم أن كوثرا مشتق من الكثرة حتى يعلم أن الواو زائدة ، ولا نعرف أنها زائدة حتى نعلم أنه مشتق من الكثرة ، وذلك دور فيمتنع .

                                                      قلنا : إذا عرفنا الأصلي من الزائد حكمنا باشتقاقه من الأصلية ، فكل من التصريف والاشتقاق يفتقر إلى الآخر ولا يتوقف عليه .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية