الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3244 1777 - (3254) - (1\348) عن ابن عباس، - قال: لا أعلمه إلا رفع الحديث - قال: كان يأمر بقتل الحيات، ويقول: "من تركهن خشية، أو مخافة تأثير، فليس منا".

قال: وقال ابن عباس: " إن الجان مسيخ الجن، كما مسخت القردة من بني إسرائيل".

التالي السابق


* قوله: "تأثيرهن": لا شك أن من اعتقد أن لهن تأثيرا حقيقة، فليس على [ ص: 169 ] عقيدة المسلمين، نفى النظر في السبب العادي، وقد جاء ما يدل على أن قتل بعض الحيات سبب عادي لضرر يلحق الإنسان، والله تعالى أعلم.

* "إن الجان": - بتشديد النون - : هو الدقيق الخفيف من الحيات.

* "مسيخ الجن": أي: إنهم أفسدوا، فمسخهم الله، وجعلهم على صورة الجان.

في "النهاية": في حديث ابن عباس: "الجان مسيخ الجن" الجان: الحيات الدقاق، ومسيخ: فعيل بمعنى مفعول، من المسخ، وهو قلب الخلقة من شيء إلى شيء.

قيل: ووقع في "الجامع الصغير": الحيات مسيخ الجن، فالله أعلم بكيفية رواية الكتاب.

قلت: قد جاء اللفظان جميعا، وهما متقاربان معنى، فأي إشكال في ذلك؟!

وفي "المجمع": عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "الحيات مسيخ كما مسخت بالقردة والخنازير من بني إسرائيل" رواه الطبراني والبزار باختصار، ورجاله رجال الصحيح، انتهى.

ولا يخفى أن رجال "المسند" أيضا ثقات، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية