الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة

                                                      وقد يطرد بأن يطلق على كل صورة وجد فيها معنى المشتق منه كاسم الفاعل والمفعول وغيرهما من الصفات ، كضارب ومضروب وحسن ، وقد يختص كالقارورة لا يطلق على غير الزجاجة .

                                                      والضابط : أن المطرد ما كان لذات ، قصد فيه المعنى ، والمختص ما [ ص: 335 ] قصد مجرد الذات ، والمعنى تابع ، وقد يقال : إن وجود معنى الأصل في كل التسمية قد تعتبر من حيث إنه دخل في التسمية ، والمراد ذات ما باعتبار نسبة له إليها ، فهذا يطرد في كل ذات فيه معنى الأصل كالأحمر فإنه لذات باعتبار أن الحمرة داخلة فيه ، وقد يعتبر من حيث إنه مصحح للتسمية مرجح لها كتسمية الذات التي له الحمرة بالأحمر ، لكونها أحمر ، لكن لا باعتبار دخول الحمرة في مسماه ، ولهذا لو زالت حمرته يصح إطلاق الأحمر عليه بخلاف الاعتبار الأول .

                                                      وهذا مستمد من قول السكاكي : وإياك والتسوية بين تسمية إنسان له حمرة بأحمر ، وبين وصفه بأحمر أن تزل ، فإن اعتبار المعنى في التسمية لترجيح الاسم على غيره حال تخصيصه بالمسمى واعتبار المعنى في الوصف لصحة إطلاقه عليه فأين أحدهما من الآخر ؟

                                                      وحاصله : الفرق بين تسمية الغير لوجوده فيه أو بوجوده فيه ، فهو مع اللام إشارة إلى العلمية ، ومع الباء إشارة إلى المصاحبة .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية