الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
144 - أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي الحريمي ، أن [ ص: 145 ] هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا أبو إسحاق ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : الم غلبت الروم قال : غلبت وغلبت ، قال : كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ؛ لأنهم أهل أوثان ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس ؛ لأنهم أهل كتاب فذكروه لأبي بكر ، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنهم سيغلبون ، قال : فذكره أبو بكر لهم ، فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا ، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ، فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا ، فذكر أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألا جعلتها إلى دون ، قال : أراه إلى العشر ، قال : قال سعيد بن جبير : البضع ما دون العشر ، ثم ظهرت الروم بعد ، قال فذلك قوله : الم غلبت الروم إلى قوله : ويومئذ يفرح المؤمنون قال : يفرحون بنصر الله .

كذا رواه الإمام أحمد .

ورواه أيضا بهذا الإسناد قال : فظهرت الروم بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ، قال : فغلبت الروم ، ثم غلبت بعد ، قال : لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله قال : يفرح المؤمنون بنصر الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية