الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4005 [ 2059 ] وعن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عن الدجال أكثر مما سألته عنه، فقال لي: أي بني، وما ينصبك منه؟ إنه لن يضرك. قال: قلت: إنهم يزعمون أن معه أنهار الماء وجبال الخبز! قال: هو أهون على الله من ذلك.

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 246) والبخاري (7122) ومسلم (2152) وابن ماجه (4073).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وسؤال المغيرة عن الدجال إنما كان لما سمع من عظيم فتنته، وشدة محنته، فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ( وما ينصبك منه؟ إنه لن يضرك ; أي: ما يصيبك منه من النصب والمشقة. وهكذا رواية الكافة. وعند الهوزني : (ما ينضيك): بالضاد المعجمة، والياء باثنتين من تحتها، وكأنه من جهة قولهم: جمل نضو; أي: هزيل، وأنضاه السير; أي: أهزله. والأول أصح رواية ومعنى.

                                                                                              و(قوله: إنه لن يضرك ) يحتمل أن يريد: لأنك لا تدرك زمان خروجه. ويحتمل أن يكون إخبارا منه بأنه يعصم من فتنته، ولو أدرك زمانه، والله ورسوله أعلم.

                                                                                              وقول المغيرة : ( إنهم يزعمون: أن معه أنهار الماء، وجبال الخبز ) هذا يدل [ ص: 473 ] على أن المغيرة كان قد سمع هذا الأمر عن الدجال من غير النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يحققه، فعرض ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجابه بقوله: ( هو أهون على الله من ذلك ) وظاهر هذا الكلام: أن الدجال لا يمكن من ذلك لهوانه على الله، وخسة قدره، غير أن هذا المعنى قد جاء ما يناقضه في أحاديث الدجال الآتية.

                                                                                              فيحتمل أن يكون هذا القول صدر عنه قبل أن يوحى إليه بما في تلك الأحاديث. ويحتمل: أن يعود الضمير إلى تمكين الدجال من أنهار الماء، وجبال الخبز; أي: فعل ذلك على الله هين. والأول أسبق، والثاني لا يمتنع، والله تعالى أعلم.




                                                                                              الخدمات العلمية