الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في أجر المريض

                                                                                                          حدثني عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين فقال انظرا ماذا يقول لعواده فإن هو إذا جاءوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله عز وجل وهو أعلم فيقول لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة وإن أنا شفيته أن أبدل له لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وأن أكفر عنه سيئاته

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          3 - باب ما جاء في أجر المريض

                                                                                                          1750 1701 - ( مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ) ، وصله ابن عبد البر من طريق عباد بن كثير المكي ، قال : وليس بالقوي وثقه بعضهم ، وضعفه ابن معين وغيره عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا مرض العبد ) المسلم ، أي عرض لبدنه ما أخرجه عن الاعتدال الخاص به ، فأوجب الخلل في أفعاله وأقواله ، ( بعث الله تعالى إليه ملكين ، فقال : انظروا ماذا يقول لعواده ) ، جمع عائد ( فإن هو إذا جاءوه حمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو أهله رفعا ذلك إلى الله - عز وجل - وهو أعلم ) بذلك منهما ، ومن غيرهما فإنما الصد : الحث على الحمد والثناء والإخبار بجزاء ذلك كما قال .

                                                                                                          ( فيقول ) الله : ( لعبدي علي إن توفيته ) أمته ، ( أن أدخله الجنة ) بلا عذاب ، أو مع السابقين ، ( وإن أنا أشفيته ) عافيته من مرضه ، ( أن أبدله لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، وأن أكفر عنه سيئاته ) الصغائر كلها ، وما اقتضاه ظاهره من شرط الصبر ، إنما هو مقيد بهذا الثواب المخصوص ، فلا ينافي خبر الطبراني وغيره عن أنس رفعه : " إذا مرض العبد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ، المقتضى ترتب تكفير الذنوب على المرض سواء انضم له صبر أم لا .

                                                                                                          واشتراط القرطبي الصبر منع بأنه لا دليل عليه ، واحتجاجه بوقوع التقييد بالصبر في أخبار لا تنهض ; لأن ما صح منها مقيد بثواب مخصوص فاعتبر فيها الصبر لحصوله ، ولن نجد حديثا صحيحا ترتب فيه مطلق [ ص: 513 ] التكفير على مطلق المرض مع اعتبار الصبر ، وقد اعتبر من الأحاديث في ذلك فتحرر لي ما ذكرته ، قال الحافظ الزين العراقي : ويأتي له مزيد في تاليه .




                                                                                                          الخدمات العلمية