الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3345 1801 - (3355) - (1\356) عن ابن عباس، قال: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه، كان في بيت عائشة، فقال: "ادعوا لي عليا " قالت عائشة: ندعو لك أبا بكر؟ قال: "ادعوه " قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟ قال: "ادعوه "، قالت أم الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العباس؟ قال: "ادعوه " فلما اجتمعوا رفع رأسه، فلم ير عليا، فسكت فقال عمر: قوموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: " مروا أبا بكر يصلي بالناس "، فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل حصر، ومتى ما لا يراك الناس يبكون، فلو أمرت عمر يصلي بالناس، فخرج أبو بكر فصلى بالناس. ووجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض، فلما رآه الناس، سبحوا أبا بكر، فذهب يتأخر، فأومأ إليه: أي مكانك، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس، قال: وقام أبو بكر عن يمينه، وكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم، والناس يأتمون بأبي بكر، قال ابن عباس: وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من القراءة من حيث بلغ أبو بكر، ومات في مرضه ذاك عليه السلام وقال وكيع مرة: "فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم، والناس يأتمون بأبي بكر".

[ ص: 181 ]

التالي السابق


[ ص: 181 ] * قوله: "ندعو لك أبا بكر": هو بتقدير الاستفهام; كأنها أرادت أن يتشرف هو بالقيام لخدمته في تلك الحالة، فقالت ذلك، وكذلك قول حفصة وأم الفضل.

* "فقال عمر": كأنه ظهر له أنه ليس [له] حاجة فيهم.

* "يصلي": - بالرفع - على الاستئناف.

* "ومتى ما لا يراك الناس يبكون": فيه إهمال "متى".

* "فخرج أبو بكر": أي: بعد أن قدر له الأمر.

* "ورجلاه تخطان": أي: لا يقدر أن يرفعهما من شدة الضعف.

* "يأتم": أي: يقتدي به; فإنه الإمام صلى الله عليه وسلم.

* "يأتمون بأبي بكر": أي: لأنه المبلغ في حقهم.

* "أخذ من القراءة": أي: في القراءة.

ورجال الحديث ثقات.

* * *




الخدمات العلمية