الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4274 ) فصل : وإذا اكترى حيوانا لعمل لم يخلق له ، مثل أن اكترى البقر للركوب أو الحمل عليها ، أو اكترى الإبل والحمر للحرث ، جاز ; لأنها منفعة مقصودة ، أمكن استيفاؤها من الحيوان ، لم يرد الشرع بتحريمها ، فجاز ، كالذي خلقت له ، ولأن مقتضى الملك جواز التصرف بكل ما تصلح له العين المملوكة ، ويمكن تحصيله منها ، ولا يمتنع ذلك إلا بمعارض راجح ، إما ورود نص بتحريمه ، أو قياس صحيح ، أو رجحان مضرته على منفعته ، وليس هاهنا واحد منها ، وكثير من الناس من الأكراد وغيرهم يحملون على البقر ويركبونها

                                                                                                                                            وفي بعض البلدان يحرثون على الإبل والبغال والحمير ، فيكون معنى خلقها للحرث إن شاء الله ، [ ص: 305 ] أن معظم الانتفاع بها فيه ، ولا يمنع ذلك الانتفاع بها في شيء آخر ، كما أن الخيل خلقت للركوب والزينة ، ويباح أكلها ، واللؤلؤ خلق للحلية ، ويجوز استعماله في الأدوية وغيرها . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية