الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم) سبب نزولها أن اليهود قالوا لمعاذ بن جبل ، وعمار بن ياسر: تركتما دينكما ، واتبعتما دين محمد ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس . والطائفة: اسم لجماعة مجتمعين على ما اجتمعوا عليه من دين ، ورأي ، ومذهب ، وغير ذلك . وفي هذه الطائفة قولان . أحدهما: أنهم اليهود ، قاله ابن عباس . والثاني: اليهود والنصارى ، قاله أبو سليمان الدمشقي . والضلال: الحيرة . وفيه هاهنا قولان . أحدهما: أنه الاستنزال عن الحق إلى الباطل ، وهو قول ابن عباس ، ومقاتل . والثاني: الإهلاك ، ومنه أإذا ضللنا في الأرض [ السجدة: 10 ] . قاله ابن جرير ، والدمشقي . وفي قوله: (وما يشعرون) قولان . أحدهما: وما يشعرون أن الله يدل المؤمنين على حالهم ، والثاني: وما يشعرون أنهم يضلون أنفسهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية