الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ( 33 ) ) .

قوله تعالى : ( جئناك بالحق ) : أي بالمثل الحق ، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم .

[ ص: 262 ] قال تعالى : ( الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا ( 34 ) ) .

قوله تعالى : ( الذين يحشرون ) : يجوز أن يكون التقدير : هم الذين ، أو أعني الذين .

و ( أولئك ) : مستأنف ، ويجوز أن يكون " الذين " مبتدأ ، و " أولئك " خبره .

قال تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ( 35 ) ) .

قوله تعالى : ( هارون ) : هو بدل .

قال تعالى : ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا ( 36 ) وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما ( 37 ) وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ( 38 ) وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا ( 39 ) ) .

قوله تعالى : ( فدمرناهم ) : يقرأ : " فدمرناهم " وهو معطوف على اذهبا ، والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره : فذهبا فأنذرا فكذبوهما فدمرناهم .

( وقوم نوح ) : يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله ؛ أي ودمرنا قوم نوح .

و ( أغرقناهم ) : تبيين للتدمير ؛ ويجوز أن يكون التقدير : وأغرقنا قوم نوح .

( وعادا ) : أي ودمرنا ، أو أهلكنا عادا .

( وكلا ) : معطوف على ما قبله ؛ ويجوز أن يكون التقدير : وذكرنا كلا ؛ لأن " ضربنا له الأمثال " في معناه .

وأما ( كلا ) الثانية فمنصوبة بـ ( تبرنا ) لا غير .

قال تعالى : ( ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا ( 40 ) ) .

قوله تعالى : ( مطر السوء ) : فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يكون مفعولا به ثانيا ؛ والأصل أمطرت القرية مطرا ؛ أي أوليتها أو أعطيتها . والثاني : أن يكون مصدرا محذوف الزوائد ؛ أي إمطار السوء . والثالث : أن يكون نعتا لمحذوف ؛ أي إمطارا مثل مطر السوء .

قال تعالى : ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا ( 41 ) ) .

قوله تعالى : ( هزوا ) أي مهزوا به ؛ وفي الكلام حذف ، تقديره : يقولون " أهذا " والمحذوف حال ، والعائد إلى " الذي " محذوف ؛ أي بعثه .

[ ص: 263 ] و ( رسولا ) : يجوز أن يكون بمعنى : " مرسل " وأن يكون مصدرا حذف منه المضاف ؛ أي ذا رسول ، وهو الرسالة .

قال تعالى : ( إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ( 42 ) ) .

قوله تعالى : ( إن كاد ) : هي مخففة من الثقيلة ، قد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر .

قوله تعالى : ( من أضل ) : هو استفهام .

قال تعالى : ( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا ( 47 ) ) .

و ( نشورا ) : قد ذكر في الأعراف .

قال تعالى : ( لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ( 49 ) ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ( 50 ) ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ( 51 ) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ( 52 ) ) قوله تعالى : ( لنحيي به ) : اللام متعلقة بأنزلنا ، ويضعف تعلقها بطهور ؛ لأن الماء ما طهر لنحيي .

( مما خلقنا ) : في موضع نصب على الحال من " أنعاما وأناسي " والتقدير : أنعاما مما خلقنا .

ويجوز أن يتعلق " من " بـ " نسقيه " لابتداء الغاية ، كقولك : أخذت من زيد مالا ؛ فإنهم أجازوا فيه الوجهين .

وأناسي : أصله أناسين ، جمع إنسان ، كسرحان وسراحين ، فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت .

وقيل : هو جمع إنسي على القياس .

والهاء في " صرفناه " للماء . والهاء في " به " للقرآن .

التالي السابق


الخدمات العلمية