الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو [20] "ما" كافة لأن عن العمل ولو جعلتها صلة لنصبت الحياة والدنيا من نعتها ، "لعب" خبر ، والمعنى مثل لعب أي يفرح الإنسان بحياته فيها كما يفرح باللعب ثم تزول حياته كما يزول لعبه وزينته وما يفاخر به الناس ويباهيهم به من كثرة الأموال والأولاد ( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ) . قال أبو إسحاق : الكاف في موضع رفع على أنها نعت أي وتفاخر مثل غيث قال : ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر . والكفار الزراع . وإذا أعجب الزراع كان على نهاية من الحسن . قال : ويجوز أن يكونوا الكفار بأعيانهم؛ لأن الدنيا للكفار أشد إعجابا؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث قال : و"يهيج" يبتدئ في الصفرة ( ثم يكون حطاما ) قال : متحطما . فضرب الله جل وعز هذا مثلا للحياة الدنيا وزوالها ثم خبر جل وعز بما في الآخرة فقال (وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان ) ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) قال محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها فاقرءوا إن شئتم : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )" .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية