الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وأما من جهة الحديث النبوي فوقع لي صحيحا في غير ما حديث عشرة رجال ثقات باتصال السماع والمشافهة واللقي والاجتماع .

                                                          فأما سورة الصف .

                                                          فأخبرني بها جماعة من الشيوخ الثقات بمصر ودمشق وبعلبك والحجاز منهم المسند الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق بن إبراهيم الصوفي المؤذن بقراءتي عليه في يوم الأحد الرابع من ذي الحجة الحرام سنة اثنين وتسعين وسبعمائة بالمسجد الحرام تجاه الكعبة العظيمة ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة الصالحي ، قال : أخبرنا أبو المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي الحريمي ، أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ، أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدرامي ، أخبرنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن سلام قال : " قعدنا نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تعالى لعملناه ، فأنزل - سبحانه - : سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون حتى ختمها ، قال عبد الله :فقرأها علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ختمها ، قال أبو سلمة فقرأها ابن سلام . قال يحيى : فقرأها علينا [ ص: 195 ] أبو سلمة . قال الأوزاعي : فقرأها علينا يحيى . قال ابن كثير : فقرأها علينا الأوزاعي . قال الدرامي : فقرأها علينا ابن كثير قال السمرقندي : فقرأها علينا الدرامي قال السرخسي : فقرأها علينا السمرقندي . قال الداودي : فقرأها علينا السرخسي . قال عبد الأول : فقرأها علينا الداودي ، قال ابن اللتي : فقرأها علينا عبد الأول . قال ابن نعمة الصالحي : فقرأها علينا ابن اللتي ، قال : شيخنا ابن صديق فقرأها علينا ابن نعمة ( قلت : أنا ) فقرأها علينا ابن صديق تجاه الكعبة المعظمة . هذا حديث جليل كل رجال إسناده ثقات ورويته أيضا بأحسن من هذا الإسناد باعتبار تقدم سماع من حدثني به وجلالته وجلالة شيوخهم وتقدمهم ، إلا أني ذكرت هذه الطرق لعظم المكان الذي سمعتها به مع أنه لم يكن من أعالي رواياتي ولا أرفع سماعاتي .

                                                          وقد أخرج الترمذي هذا الحديث في جامعه عن الدارمي كما أخرجناه فوافقناه بعلو لله الحمد ، وقال قد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي ، فرواه ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن سلام ، أو عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام .

                                                          ( قلت ) : كذا رواه الإمام أحمد عن معمر عن ابن المبارك به مسلسلا ورواه أيضا عن يحيى بن آدم ، ( ثنا ) ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة ، وعن عطاء بن يسار عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام ، فتابع ابن المبارك محمد بن كثير من هذه الطرق ، وزاد برواية الأوزاعي عن عطاء على أبي سلمة عن ابن سلام فيكون الأوزاعي قد سمعه من يحيى ومن عطاء جميعا .

                                                          قال الترمذي : أيضا رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي نحوا من رواية محمد بن كثير .

                                                          ( قلت ) : وكذا رواه الوليد بن مزيد عن الأوزاعي كما رواه محمد بن كثير سواء ، وبهذه المتابعات حسن الحديث وارتقى عن درجة الحسن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية