الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( وهما nindex.php?page=treesubj&link=29612_29221أصح الكتب بعد القرآن العزيز ) قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وأما ما رويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من أنه قال : ما أعلم في الأرض كتابا أكثر صوابا من كتاب مالك ، وفي لفظ عنه : ما بعد كتاب الله أصح من موطأ مالك ، فذلك قبل وجود الكتابين .
( nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري أصحهما ) أي المتصل فيه دون التعاليق والتراجم ( وأكثرهما فوائد ) لما فيه من الاستنباطات الفقهية ، والنكت الحكمية وغير ذلك .
( وقيل مسلم أصح ، والصواب الأول ) وعليه الجمهور ؛ لأنه أشد اتصالا وأتقن رجالا ، وبيان ذلك من وجوه : أحدها : أنnindex.php?page=treesubj&link=29221_29612الذين انفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالإخراج لهم دون مسلم أربعمائة وبضعة [ ص: 97 ] وثلاثون رجلا ، المتكلم فيهم بالضعف منهم ثمانون رجلا ، nindex.php?page=treesubj&link=29221_29612والذين انفرد مسلم بالإخراج لهم دون nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ستمائة وعشرون ، المتكلم فيهم بالضعف منهم مائة وستون .
ولا شك أن التخريج عمن لم يتكلم فيه أصلا أولى من التخريج عمن تكلم فيه ، إن لم يكن ذلك الكلام قادحا .
ثانيها : إن nindex.php?page=treesubj&link=29612الذين انفرد بهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ممن تكلم فيه لم يكثر من تخريج أحاديثهم ، وليس لواحد منهم نسخة كثيرة أخرجها كلها أو أكثرها إلا ترجمة عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، بخلاف مسلم فإنه أخرج أكثر تلك النسخ كأبي الزبير عن جابر ، وسهيل عن أبيه ، والعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة عن ثابت ، وغير ذلك .
ثالثها : إن nindex.php?page=treesubj&link=29612الذين انفرد بهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم وجالسهم وعرف أحوالهم ، واطلع على أحاديثهم عرف جيدها من غيره ، بخلاف مسلم فإن أكثر من تفرد بتخريج حديثه ممن تكلم فيه ممن تقدم عن عصره من التابعين فمن بعدهم ، ولا شك أن المحدث أعرف بحديث شيوخه
[ وبصحيح حديثهم من ضعيفه ] ممن تقدم عنهم .
رابعها : nindex.php?page=treesubj&link=29612إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يخرج عن الطبقة الأولى البالغة في الحفظ والإتقان ، ويخرج عن طبقة تليها في التثبت وطول الملازمة اتصالا وتعليقا ، ومسلم يخرج عن هذه الطبقة أصولا كما قرره الحازمي .
خامسها : nindex.php?page=treesubj&link=29612_29095إن مسلما يرى أن للمعنعن حكم الاتصال إذا تعاصرا وإن لم يثبت اللقى ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري لا يرى ذلك حتى يثبت كما سيأتي ، وربما أخرج الحديث الذي [ ص: 98 ] لا تعلق له بالباب أصلا ، إلا ليبين سماع راو من شيخه لكونه أخرج له قبل ذلك معنعنا .
سادسها : إن nindex.php?page=treesubj&link=29221الأحاديث التي انتقدت عليهما نحو مائتي حديث وعشرة أحاديث كما سيأتي أيضا ، اختص nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري منها بأقل من ثمانين ، ولا شك أن ما قل الانتقاد فيه أرجح مما كثر .
وقال المصنف في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : من أخص nindex.php?page=treesubj&link=29221_29612ما يرجح به كتاب البخاري اتفاق العلماء على أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أجل من مسلم ، وأصدق بمعرفة الحديث ودقائقه ، وقد انتخب علمه ولخص ما ارتضاه في هذا الكتاب .
وقال شيخ الإسلام : اتفق العلماء على أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أجل من مسلم في العلوم ، وأعرف بصناعة الحديث ، وأن مسلما تلميذه وخريجه ، ولم يزل يستفيد منه ويتبع آثاره ، حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : لولا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما راح مسلم ولا جاء .
تنبيه
عبارة nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=12250أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم أنه قال : nindex.php?page=treesubj&link=29612_29221ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم ، فهذا وقول من فضل من شيوخ المغرب كتاب مسلم على كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، إن كان المراد به أن كتاب مسلم يترجح بأنه لم يمازجه غير الصحيح فإنه ليس فيه بعد خطبته إلا الحديث الصحيح مسرودا غير ممزوج بمثل ما في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فهذا لا بأس [ ص: 99 ] به ، ولا يلزم منه أن كتاب مسلم أرجح فيما يرجع إلى نفس الصحيح ، وإن كان المراد أن كتاب مسلم أصح صحيحا فهو مردود على من يقوله . اهـ .
قال شيخ الإسلام ابن حجر : قول أبي علي ليس فيه ما يقتضي تصريحه بأن كتاب مسلم أصح من كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، خلاف ما يقتضيه إطلاق الشيخ محيي الدين في مختصره ، وفي مقدمة شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري له ، وإنما يقتضي نفي الأصحية عن غير كتاب مسلم عليه ، أما إثباتها له فلا ؛ لأن إطلاقه يحتمل أن يريد ذلك ، ويحتمل أن يريد المساواة ، كما في حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10347687ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر " ، فهذا لا يقتضي أنه أصدق من جميع الصحابة ولا من nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق ، بل نفى أن يكون فيهم أصدق منه ، فيكون فيهم من يساويه .
ومما يدل على أن عرفهم في ذلك الزمان ماش على قانون اللغة أن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قال : ما بالبصرة أعلم - أو قال أثبت - من nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن المفضل ، أما مثله فعسى ، قال : ومع احتمال كلامه ذلك فهو منفرد ، سواء قصد الأول أو الثاني .
قال : وقد رأيت في كلام الحافظ أبي سعيد العلائي ما يشعر بأن أبا علي لم يقف على صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، قال : وهذا عندي بعيد ، فقد صح عن بلديه وشيخه nindex.php?page=showalam&ids=13114أبي بكر بن خزيمة أنه قال : ما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل . وصح عن بلديه ورفيقه nindex.php?page=showalam&ids=12573أبي عبد الله بن الأخرم أنه قال : قلما يفوت nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلما من الصحيح .
[ ص: 100 ] قال : والذي يظهر لي من كلام أبي علي أنه قدم صحيح مسلم لمعنى آخر غير ما يرجع إلى ما نحن بصدده من الشرائط المطلوبة في الصحة ، بل لأن مسلما صنف كتابه في بلده بحضور أصوله في حياة كثير من مشايخه ، فكان يتحرز في الألفاظ ويتحرى في السياق ، بخلاف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فربما كتب الحديث من حفظه ، ولم يميز ألفاظ رواته ؛ ولهذا ربما يعرض له الشك ، وقد صح عنه أنه قال : رب حديث سمعته بالبصرة فكتبته بالشام ، ولم يتصد مسلم لما تصدى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من استنباط الأحكام وتقطيع الأحاديث ، ولم يخرج الموقوفات .
قال : وأما ما نقله عن بعض شيوخ المغاربة ، فلا يحفظ عن أحد منهم تقييد الأفضلية بالأصحية ، بل أطلق بعضهم الأفضلية ، فحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن أبي مروان الطبني - بضم المهملة وسكون الموحدة ، ثم نون - قال : كان بعض شيوخي يفضل صحيح مسلم على صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . قال : وأظنه عنى nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم .
فقد حكى القاسم التجيبي في فهرسته عنه ذلك ، قال : لأنه ليس فيه بعد الخطبة إلا الحديث السرد ، وقال مسلمة بن قاسم القرطبي من أقران nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : nindex.php?page=treesubj&link=29221_29612لم يصنع أحد مثل صحيح مسلم ، وهذا في حسن الوضع وجودة الترتيب لا في الصحة .
( وهما nindex.php?page=treesubj&link=29612_29221أصح الكتب بعد القرآن العزيز ) قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وأما ما رويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من أنه قال : ما أعلم في الأرض كتابا أكثر صوابا من كتاب مالك ، وفي لفظ عنه : ما بعد كتاب الله أصح من موطأ مالك ، فذلك قبل وجود الكتابين .
( nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري أصحهما ) أي المتصل فيه دون التعاليق والتراجم ( وأكثرهما فوائد ) لما فيه من الاستنباطات الفقهية ، والنكت الحكمية وغير ذلك .
( وقيل مسلم أصح ، والصواب الأول ) وعليه الجمهور ؛ لأنه أشد اتصالا وأتقن رجالا ، وبيان ذلك من وجوه : أحدها : أنnindex.php?page=treesubj&link=29221_29612الذين انفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالإخراج لهم دون مسلم أربعمائة وبضعة [ ص: 97 ] وثلاثون رجلا ، المتكلم فيهم بالضعف منهم ثمانون رجلا ، nindex.php?page=treesubj&link=29221_29612والذين انفرد مسلم بالإخراج لهم دون nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ستمائة وعشرون ، المتكلم فيهم بالضعف منهم مائة وستون .
ولا شك أن التخريج عمن لم يتكلم فيه أصلا أولى من التخريج عمن تكلم فيه ، إن لم يكن ذلك الكلام قادحا .
ثانيها : إن nindex.php?page=treesubj&link=29612الذين انفرد بهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ممن تكلم فيه لم يكثر من تخريج أحاديثهم ، وليس لواحد منهم نسخة كثيرة أخرجها كلها أو أكثرها إلا ترجمة عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، بخلاف مسلم فإنه أخرج أكثر تلك النسخ كأبي الزبير عن جابر ، وسهيل عن أبيه ، والعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة عن ثابت ، وغير ذلك .
ثالثها : إن nindex.php?page=treesubj&link=29612الذين انفرد بهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم وجالسهم وعرف أحوالهم ، واطلع على أحاديثهم عرف جيدها من غيره ، بخلاف مسلم فإن أكثر من تفرد بتخريج حديثه ممن تكلم فيه ممن تقدم عن عصره من التابعين فمن بعدهم ، ولا شك أن المحدث أعرف بحديث شيوخه
[ وبصحيح حديثهم من ضعيفه ] ممن تقدم عنهم .
رابعها : nindex.php?page=treesubj&link=29612إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يخرج عن الطبقة الأولى البالغة في الحفظ والإتقان ، ويخرج عن طبقة تليها في التثبت وطول الملازمة اتصالا وتعليقا ، ومسلم يخرج عن هذه الطبقة أصولا كما قرره الحازمي .
خامسها : nindex.php?page=treesubj&link=29612_29095إن مسلما يرى أن للمعنعن حكم الاتصال إذا تعاصرا وإن لم يثبت اللقى ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري لا يرى ذلك حتى يثبت كما سيأتي ، وربما أخرج الحديث الذي [ ص: 98 ] لا تعلق له بالباب أصلا ، إلا ليبين سماع راو من شيخه لكونه أخرج له قبل ذلك معنعنا .
سادسها : إن nindex.php?page=treesubj&link=29221الأحاديث التي انتقدت عليهما نحو مائتي حديث وعشرة أحاديث كما سيأتي أيضا ، اختص nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري منها بأقل من ثمانين ، ولا شك أن ما قل الانتقاد فيه أرجح مما كثر .
وقال المصنف في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : من أخص nindex.php?page=treesubj&link=29221_29612ما يرجح به كتاب البخاري اتفاق العلماء على أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أجل من مسلم ، وأصدق بمعرفة الحديث ودقائقه ، وقد انتخب علمه ولخص ما ارتضاه في هذا الكتاب .
وقال شيخ الإسلام : اتفق العلماء على أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أجل من مسلم في العلوم ، وأعرف بصناعة الحديث ، وأن مسلما تلميذه وخريجه ، ولم يزل يستفيد منه ويتبع آثاره ، حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : لولا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما راح مسلم ولا جاء .
تنبيه
عبارة nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=12250أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم أنه قال : nindex.php?page=treesubj&link=29612_29221ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم ، فهذا وقول من فضل من شيوخ المغرب كتاب مسلم على كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، إن كان المراد به أن كتاب مسلم يترجح بأنه لم يمازجه غير الصحيح فإنه ليس فيه بعد خطبته إلا الحديث الصحيح مسرودا غير ممزوج بمثل ما في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فهذا لا بأس [ ص: 99 ] به ، ولا يلزم منه أن كتاب مسلم أرجح فيما يرجع إلى نفس الصحيح ، وإن كان المراد أن كتاب مسلم أصح صحيحا فهو مردود على من يقوله . اهـ .
قال شيخ الإسلام ابن حجر : قول أبي علي ليس فيه ما يقتضي تصريحه بأن كتاب مسلم أصح من كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، خلاف ما يقتضيه إطلاق الشيخ محيي الدين في مختصره ، وفي مقدمة شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري له ، وإنما يقتضي نفي الأصحية عن غير كتاب مسلم عليه ، أما إثباتها له فلا ؛ لأن إطلاقه يحتمل أن يريد ذلك ، ويحتمل أن يريد المساواة ، كما في حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10347687ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر " ، فهذا لا يقتضي أنه أصدق من جميع الصحابة ولا من nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق ، بل نفى أن يكون فيهم أصدق منه ، فيكون فيهم من يساويه .
ومما يدل على أن عرفهم في ذلك الزمان ماش على قانون اللغة أن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قال : ما بالبصرة أعلم - أو قال أثبت - من nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن المفضل ، أما مثله فعسى ، قال : ومع احتمال كلامه ذلك فهو منفرد ، سواء قصد الأول أو الثاني .
قال : وقد رأيت في كلام الحافظ أبي سعيد العلائي ما يشعر بأن أبا علي لم يقف على صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، قال : وهذا عندي بعيد ، فقد صح عن بلديه وشيخه nindex.php?page=showalam&ids=13114أبي بكر بن خزيمة أنه قال : ما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل . وصح عن بلديه ورفيقه nindex.php?page=showalam&ids=12573أبي عبد الله بن الأخرم أنه قال : قلما يفوت nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلما من الصحيح .
[ ص: 100 ] قال : والذي يظهر لي من كلام أبي علي أنه قدم صحيح مسلم لمعنى آخر غير ما يرجع إلى ما نحن بصدده من الشرائط المطلوبة في الصحة ، بل لأن مسلما صنف كتابه في بلده بحضور أصوله في حياة كثير من مشايخه ، فكان يتحرز في الألفاظ ويتحرى في السياق ، بخلاف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فربما كتب الحديث من حفظه ، ولم يميز ألفاظ رواته ؛ ولهذا ربما يعرض له الشك ، وقد صح عنه أنه قال : رب حديث سمعته بالبصرة فكتبته بالشام ، ولم يتصد مسلم لما تصدى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من استنباط الأحكام وتقطيع الأحاديث ، ولم يخرج الموقوفات .
قال : وأما ما نقله عن بعض شيوخ المغاربة ، فلا يحفظ عن أحد منهم تقييد الأفضلية بالأصحية ، بل أطلق بعضهم الأفضلية ، فحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن أبي مروان الطبني - بضم المهملة وسكون الموحدة ، ثم نون - قال : كان بعض شيوخي يفضل صحيح مسلم على صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . قال : وأظنه عنى nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم .
فقد حكى القاسم التجيبي في فهرسته عنه ذلك ، قال : لأنه ليس فيه بعد الخطبة إلا الحديث السرد ، وقال مسلمة بن قاسم القرطبي من أقران nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : nindex.php?page=treesubj&link=29221_29612لم يصنع أحد مثل صحيح مسلم ، وهذا في حسن الوضع وجودة الترتيب لا في الصحة .