الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( إمام أحدث فقدم رجلا على غير وضوء فصلاته وصلاة القوم فاسدة ) ; لأن المحدث لا يصلح للاستخلاف فاشتغاله باستخلاف من لا يصلح خليفة له إعراض منه عن صلاته فتفسد صلاته وصلاة القوم وهذا عندنا ، فإن حدث الإمام إذا تبين للقوم بعد الفراغ فصلاتهم فاسدة ، فكذلك في حالة الاستخلاف ، وعند الشافعي رحمه الله تعالى إذا اقتدوا به مع العلم بأنه محدث لا يصح الاقتداء به ، وإذا لم يعلموا به فصلاتهم تامة في حالة الاستخلاف ، واستدل بحديث روي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه أم في صلاة أصحابه ثم ظهر أنه كان جنبا فأعاد ولم يأمرهم بالإعادة . ( ولنا ) ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من أم قوما ثم ظهر أنه كان محدثا أو جنبا أعاد صلاته وأعادوا } وقد روي نحو هذا عن عمر وعلي حتى ذكر أبو يوسف في الأمالي أن عليا رضي الله تعالى عنه صلى بأصحابه يوما ثم علم أنه كان جنبا ، فأمر مؤذنه ابن التياح أن ينادي ، ألا إن أمير المؤمنين كان جنبا فأعيدوا صلاتكم ، وتأويل حديث عمر ما ذكره في بعض الروايات أنه رأى أثر الاحتلام في ثوبه بعد الفراغ ، ولم يعلم متى أصابه فأعاد صلاته احتياطا ، وعندنا في هذا الموضع لا يجب على القوم إعادة الصلاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية