الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4337 ) فصل : وللإمام إقطاع الموات لمن يحييه ، فيكون بمنزلة المتحجر الشارع في الإحياء ; لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم { أقطع بلال بن الحارث العقيق أجمع } ، فلما كان عمر قال لبلال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقطعك لتحيزه عن الناس ، إنما أقطعك لتعمر ، فخذ منها ما قدرت على عمارته ، ورد الباقي . رواه أبو عبيد ، في " الأموال " . وذكر سعيد ، في " سننه " : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ربيعة ، قال : سمعت الحارث بن بلال بن الحارث ، يقول : { إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث العقيق ، فلما ولي عمر بن الخطاب ، قال : ما أقطعك لتحتجنه ، فأقطعه الناس }

                                                                                                                                            وروى علقمة بن وائل ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضا بحضرموت . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وقال سعيد : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن عمرو بن شعيب ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع ناسا من جهينة أو مزينة أرضا ، فعطلوها ، فجاء قوم فأحيوها ، فخاصمهم الذين أقطعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر بن الخطاب ، فقال عمر : لو كانت قطيعة مني أو من أبي بكر ، لم أردها ، ولكنها قطيعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا أردها } ، ثم قال عمر رضي الله عنه : من كانت له أرض يعني من تحجر أرضا فعطلها ثلاث سنين ، فجاء قوم فعمروها ، فهم أحق بها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية