الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ما جاء في الصور والتماثيل

                                                                                                          حدثني مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رافع بن إسحق مولى الشفاء أخبره قال دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده فقال لنا أبو سعيد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل أو تصاوير شك إسحق لا يدري أيتهما قال أبو سعيد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          3 - باب ما جاء في الصور

                                                                                                          بضم الصاد ، وفتح الواو ، جمع صورة ، وهي ما يصنع على مثل الحيوان .

                                                                                                          1801 1754 - ( مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ) زيد الخزرجي : ( أن رافع ) - بالراء - ( ابن إسحاق ) المدني التابعي الثقة ، ( مولى الشفاء ) - بكسر المعجمة ، والمد والقصر - بنت عبد الله بن عبد شمس الصحابية ، ويقال : مولى أبي طلحة ، ويقال : مولى أبي أيوب ( أخبره قال : دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة ) زيد بن سهل الأنصاري والد إسحاق ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد غزوة حنين ، وفي الصحيح : أن أمه أم سليم لما ولدته ، قالت : يا أنس اذهب به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فليحنكه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريقه - صلى الله عليه وسلم - وحنكه بتمرة فجعل يتملظ ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 581 ] حب الأنصار التمر .

                                                                                                          قال ابن سعد ، ثقة جليل .

                                                                                                          الحديث روي عن أبيه وأخيه لأمه أنس ، وعنه ابناه إسحاق ، وعبد الله ، وابن ابنه يحيى بن إسحاق ، وغيرهم ، قال أبو نعيم : واستشهد بفارس ، وقال غيره : مات بالمدينة سنة أربع وثمانين ( على أبي سعيد الخدري نعوده ) من مرض به ، ( فقال لنا أبو سعيد : أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الملائكة ) ، قيل : هو عام في كل ملك ، وقيل : المراد ملائكة الوحي ، قاله أبو عمر ، ( لا تدخل بيتا ) ، أي : مكانا يستقر إليه الشخص سواء كان بيتا ، أو خيمة ، أو غيرهما ، ( فيه تماثيل ) ، أي : تصاوير ، جمع تمثال وهو الصورة مما يشبه صورة الحيوان التام التصور ، ولم تقطع رأسه ويمتهن ، أو عام في كل الصور ، وسبب امتناعهم كونها معصية فاحشة ؛ إذ فيها مضاهاة لخلق الله ، وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله .

                                                                                                          ( أو تصاوير . شك إسحاق لا يدري أيتهما ) ، أي : اللفظين ، ( قال أبو سعيد ) : وإن اتحد المعنى ، ولولا جزم الراوي بأنه شك ، لأمكن جعل أو للتنويع ، وتفسير التماثيل بالأصنام ، والتصاوير بالحيوان ، قال ابن عبد البر : هذا أصح حديث في هذا الباب وأحسنه إسنادا ، انتهى ، أي : من أصحه وأحسنه .




                                                                                                          الخدمات العلمية