الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

280 - أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم ، أبنا محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي ، أبنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري ، أبنا أبو العباس حامد بن محمد بن شعيب البزاز - ببغداد - ، ثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، ثنا الفضل بن موسى ، عن سفيان يعني الثوري ( ح ) .

281 - وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد الخباز - يعرف بقفك - الأصبهاني - بها - أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسن بن يونس أخبرهم ، أبنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني ، أبنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، ثنا [ ص: 270 ] محمد بن يحيى بن محمد الكاتب ، ثنا علي بن محمد بن سعيد ، ثنا منجاب بن الحارث قال : حدثني أبو عامر الأسدي ( ح ) .

282 - قال ابن مردويه : وحدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا موسى بن إسحاق ، ثنا الحسين بن حريث ، قثنا الفضل بن موسى جميعا ، عن سفيان الثوري ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كانت ملوك بعد عيسى عليه السلام بدلوا التوراة والإنجيل ، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل ، فقيل لملكهم : ما نجد شتما أشد من شتم شتمنا هؤلاء ؛ أنهم يقرءون : ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون هؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في قراءتهم ، فادعوهم فليقرءوا كما نقرأ وليؤمنوا به ، كما آمنا به ، قال : فدعاهم فجمعهم ، وعرض عليهم القتل ، أو أن يتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منها ، فقالوا : ما تريدون إلى ذلك دعونا ، فقالت طائفة منهم : ابنوا لنا أسطوانة ، ثم ارفعونا إليها ، ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا فلا نرد عليكم ، وقالت طائفة : دعونا نسيح في الأرض ونهيم ، ونشرب كما يشرب الوحش ؛ فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا ، وقالت طائفة : ابنوا لنا [ ص: 271 ] دورا في الفيافي ، فنحفر الآبار ، ونحترث البقول فلا نرد عليكم ، ولا نمر بكم وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم ، ففعلوا ذلك فأنزل الله عز وجل : ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها الآخرون ، قالوا ، نتعبد كما تعبد فلان ونسيح كما يسيح فلان ، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان ، وهم على شركهم لا علم لهم بالإيمان الذي اقتدوا به ، فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا قليل ؛ انحط رجل من صومعته ، وجاء من سياحته ، وصاحب الدير من ديره فآمنوا به وصدقوه ، فقال الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته قال : أجرين لاتباعهم عيسى بإيمانهم بعيسى ابن مريم وتصديقهم بالتوراة والإنجيل ، وإيمانهم بمحمد عليه السلام وتصديقهم قال : ويجعل لكم نورا تمشون به ... القرآن واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم قال : لئلا يعلم أهل الكتاب الذين يتشبهون بهم : ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية