الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
182 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( نزل القرآن على خمسة أوجه : حلال وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال . فأحلوا الحلال ، وحرموا الحرام ، واعملوا بالمحكم ، وآمنوا بالمتشابه ، واعتبروا بالأمثال ) . هذا لفظ المصابيح وروى البيهقي في ( شعب الإيمان ) ، ولفظه ( فاعملوا بالحلال ، واجتنبوا الحرام ، واتبعوا المحكم ) .

التالي السابق


182 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( نزل القرآن ) أي : بطريق الإجمال ( على خمسة أوجه ) : من وجوه الكلام ( حلال ) : بالجر ، وهو بدل بعد العطف قبل الربط كقوله تعالى : كلوا من طيبات ما رزقناكم وقوله : أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح وغيرهما . ( وحرام ) : كقوله تعالى : إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الآية وغيرها ( ومحكم ) : كقوله تعالى : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم وغير ذلك من الأمر والنهي والموعظة ( ومتشابه ) : كقوله تعالى : ( وجاء ربك ) وأمثال ذلك ( وأمثال ) : يعني قصص الأمم الماضية كقوم نوح وصالح وغيرهما كذا قيل ، والأظهر أن الأمثال مثل قوله تعالى : مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت ولذا عقبه تعالى بقوله : وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ( فأحلوا الحلال ) : أي : اعتقدوا حليته وجوزوا منفعته ( وحرموا الحرام ) أي : اجتنبوه واعتقدوا حرمته واحكموا بمضرته ( واعملوا بالمحكم ) : من الأمر والنهي ( وآمنوا بالمتشابه ) من غير اشتغال بكيفيته ( واعتبروا بالأمثال ) : أي : الظاهرية أو المعنوية ( هذا ) : أي المذكور من الحديث المروي ( لفظ المصابيح ، وروى البيهقي في شعب الإيمان ) أي : معناه وحذف هذا للعلم به ( ولفظه ) أي : لفظ البيهقي ( فاعملوا بالحلال ) : ولا تجتنبوه ( واجتنبوا الحرام ) : ولا ترتكبوه ( واتبعوا المحكم ) : ولا تتركوه ففيه نوع اعتراض من المصنف على صاحب المصابيح .




الخدمات العلمية