الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                النوع الثامن : قتل الصيد ، ولتحريمه سببان : الإحرام والحرم ، السبب الأول : الإحرام ; لقوله تعالى : ( لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ) [ ص: 314 ] [ المائدة : 95 ] والحرم جمع محرم ، والمحرم من دخل في الحرم وفي الحرمات ، كقولنا : أصبح وأمسى وأنجد وأتهم : إذا دخل في الصباح أو المساء أو نجد أو تهامة ، فتتناول الآية السببين ، ومنه قول الشاعر :


                                                                                                                قتلوا ابن عفان الخليفة محرما فدعا فلم أرى مثله مظلوما

                                                                                                                أي : في حرم المدينة وفي الشهر الحرام ، وهو ذو الحجة ، وترتيب الحكم على الوصف يدل على غلبة ذلك الوصف لذلك الحكم ، فيكون الإحرام والحرم سببين .

                                                                                                                ويتمهد ويتبين الفقه ببيان حقيقة الصيد المعصوم ، والأفعال الموجبة للضمان ، وجواز الأكل من لحمه ، والجزاء المرتب على الضمان . فهذه أربعة فصول :

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية