الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
289 - وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد أن فاطمة الجوزدانية أخبرتهم ، أبنا محمد بن ريذة ، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا أبو عمر الضرير حفص بن عمر ( ح ) .

290 - قال الطبراني : وحدثنا أبو معن ثابت بن نعيم الهوجي ، ثنا آدم بن أبي إياس .

[ ص: 277 ] 291 - قال الطبراني : وحدثنا محمد بن النضر الأزدي ، ثنا أبو نصر التمار قالوا : أبنا حماد بن سلمة ، أبنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما كانت الليلة التي أسري بي فيها وجدت رائحة طيبة ، فقلت : ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل ؟ قال : هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها ، قلت : ما شأنها ؟ قال : بينا هي تمشط بنت فرعون ؛ إذ سقط المشط من يدها فقالت : باسم الله ، فقالت بنت فرعون : أبي ؟ قالت : لا ، ولكن ربي وربك ورب أبيك الله ، قالت : وإن لك ربا غير أبي ! [ ص: 278 ] قالت : نعم ، قالت : فأعلمه ذلك قالت : نعم ، فأعلمته فدعا بها ، فقال : يا فلانة ، ألك رب غيري ؟ قالت : نعم ، ربي وربك الله ، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ، ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحدا واحدا فقالت : إن لي إليك حاجة ، قال : وما هي ؟ قالت : أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفنا جميعا ، قال : وذلك لك علينا فلم يزل أولادها يلقون في البقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع ، فكأنها تقاعست من أجله ، فقال لها : يا أمه اقتحمي ؛ فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .

قال ابن عباس : فتكلم أربعة صغار : عيسى ابن مريم ، وصاحب جريج ، وشاهد يوسف ، وابن ماشطة فرعون
.

واللفظ لحديث أبي عمر الضرير .

رواه الإمام أحمد ، عن أبي عمر الضرير بتمامه ، وعن عفان بن مسلم ، وحسن بن موسى ، عن حماد بنحوه .

ورواه أبو حاتم البستي ، عن جعفر بن أحمد بن صليع الواسطي ، عن عبد الحميد بن بيان ، عن يزيد بن هارون ، والحسن بن سفيان ، عن هدبة كلاهما ، عن حماد بن سلمة بنحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية