الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( ومنها ) : أن يكون بالماء المطلق ; لأن مطلق اسم الماء ينصرف إلى الماء المطلق ، فلا يجوز التوضؤ بالماء المقيد ، والماء المطلق هو الذي تتسارع أفهام الناس إليه عند إطلاق اسم الماء ، كماء الأنهار ، والعيون ، والآبار ، وماء السماء ، وماء الغدران ، والحياض ، والبحار ، فيجوز الوضوء بذلك كله سواء كان في معدنه ، أو في الأواني ; لأن نقله من مكان إلى مكان لا يسلب إطلاق اسم الماء عنه ، وسواء كان عذبا أو ملحا ; لأن الماء الملح يسمى ماء على الإطلاق وقال النبي صلى الله عليه وسلم { خلق الماء طهورا لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه ، أو طعمه أو ريحه } ، والطهور هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره .

                                                                                                                                وقال الله تعالى { وأنزلنا من السماء ماء طهورا } وقال الله تعالى { وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } .

                                                                                                                                وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { سئل عن البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته } .

                                                                                                                                وروي أنه صلى الله عليه وسلم { سئل عن المياه التي تكون في الفلوات ، وما ينوبها من الدواب ، والسباع فقال : لها ما أخذت في بطونها ، وما أبقت فهو لنا شراب ، وطهور } { ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ من آبار المدينة } .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية