الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  73 قال أبو عبد الله : وبعد أن تسودوا ، وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذه زيادات جاءت في رواية الكشميهني فقط ، وأراد البخاري بقوله " قال أبو عبد الله " نفسه ; لأن كنيته أبو عبد الله . وقال الكرماني : ولا بد من مقدر يتعلق به لفظ " وبعد " ، والمناسب أن يقدر لفظ " تفهموا " يعني الماضي ، فيكون لفظ " تسودوا " بفتح التاء ماضيا ، كما أنه يحتمل أن يكون تسودوا من التسويد الذي من السواد - أي بعد أن يسودوا لحيتهم مثلا أي في كبرهم ، أو أي بعد زوال السواد أي في الشيب ، والله أعلم بحقيقة الحال . قلت : هذا كله تعسف خارج عن مقصود البخاري ; إذ مقصوده الأمر بالتفقه قبل السيادة وبعدها ، فقوله " وبعد أن تسودوا " عطف على قول عمر رضي الله عنه " قبل أن تسودوا " ، وهو أيضا بضم التاء كما في قول عمر رضي الله عنه ، والمعنى : تفقهوا قبل أن تسودوا ، وتفقهوا بعد أن تسودوا - إذ لا يجوز ترك التفقه بعد السيادة إذا فاته قبلها ، والدليل على صحة ما قلنا أن البخاري أكد ذلك بقوله " وقد تعلم أصحاب النبي عليه السلام في كبر سنهم " ; لأن الناس الذين آمنوا بالنبي عليه السلام وهم كبار ما تفقهوا إلا في كبر سنهم .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية