الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( التنبيه الرابع ) اختلف في تكليف الملائكة - عليهم السلام - وعدمه ، قال العلامة شمس الدين ابن مفلح في كتابه الفروع ما نصه : قال ابن حامد في كتابه : الإنس كالجن في التكليف والعبادات ، قال : ومذاهب العلماء إخراج الملائكة من التكليف والوعد والوعيد . انتهى . وتقدم بعض الكلام على الجن . وكذا قال في الفروع قبيل باب الإمامة في كلام أبي المعالي : إن كشف العورة [ ص: 410 ] خاليا هي مسألة سترها عن الملائكة والجن ، قال : وكلام صاحب المحرر وظاهر كلامهم يجب عن الجن ، لأنهم مكلفون أجانب ، وكذا عن الملائكة مع عدم تكليفهم ، لأن الآدمي مكلف ، وقد أمر الشارع في خبر بهز بن حكيم بحفظها عن كل أحد إلا من زوجته وأمته وهذا مع العلم بحضورهم . انتهى ملخصا . ولعل مراده إخراجهم عن التكليف بما كلفنا . لا مطلقا وإلا فهم مكلفون قطعا ، قال ابن جماعة في شرح بدء الأمالي : المكلفون على ثلاثة أقسام : قسم كلف من أول الفطرة قطعا وهم الملائكة وآدم وحواء - عليهم السلام - ، وقسم لم يكلف من أول الفطرة وهم أولاد آدم ، وقسم فيهم نزاع والظاهر أنهم مكلفون من أول الفطرة وهم الجان . انتهى . قلت الكتاب والسنة ظاهرهما تكليف الملائكة إذ فيه : ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير - يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، يخافون ربهم من فوقهم ) ، وقال : ( وهم من خشيته مشفقون - إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا ) وهذا كله تكليف وناشئ عن التكليف ، والأحاديث طافحة بمعنى ذلك ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية