الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وكأين من قرية عتت عن أمر ربها [8]

                                                                                                                                                                                                                                        "أي" مخفوض بالكاف ، وصارت كأي بمعنى كم للتكثير ، والمعنى [ ص: 455 ] وكم من أهل قرية عتوا عن أمر ربهم ثم أقيم المضاف إليه مقام المضاف . وقال ابن زيد : عتوا ههنا عصوا كفروا . والعتو في اللغة التجاوز في المخالفة والعصيان . وقد روى عمرو بن أبي سلمة عن عمر بن سليمان في قوله جل وعز ( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ) الآية قال : هؤلاء قوم عذبوا في الطلاق ( فحاسبناها ) أي بالنعم والشكر ( حسابا ) مصدر ( شديدا ) من نعته . قال ابن زيد : الحساب الشديد : الذي ليس فيه من العفو شيء ( وعذبناها عذابا نكرا ) أي ليس بمعتاد . قال الفراء : فيه للتقديم والتأخير أي عذبناها عذابا نكرا في الدنيا وحاسبناها حسابا شديدا في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية