الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3616 1902 - (3623) - (1\382) عن عبد الله، قال: من سره أن يلقى الله عز وجل غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، وإن الله عز وجل شرع لنبيكم سنن الهدى، وما منكم إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتني وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه، ولقد رأيت الرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل يتوضأ، فيحسن الوضوء، ثم يأتي مسجدا من المساجد، فيخطو خطوة، إلا رفع بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة، أو كتبت له بها حسنة " حتى إن كنا لنقارب بين الخطى، " وإن فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده، بخمس وعشرين درجة".

التالي السابق


* قوله: "مسلما": أي: حافظا لحدود الإسلام، قائما عليه.

* "حيث ينادى بهن": أي: في المساجد.

* "فإنهن من سنن الهدى": أي: في المساجد، فلذلك جعلها سننا مع كونها فرائض، ويحتمل أن المعنى: أنها من طرق الهدى، فينبغي الاهتمام بها ومراعاتها، ومن الاهتمام بها أداؤها في المساجد.

* "لضللتم": إذ الضلال ترك الهدى، وكل من ترك الهدى، فهو ضال بقدره.

* "يهادى": على بناء المفعول; أي: يؤخذ من جانبيه يتمشى به إلى المسجد من ضعفه وتمايله. [ ص: 252 ]

* "حتى إن كنا": أي: إن الشأن.

وفيه أن فضل الخطوة إنما جاء لأجل أنها وسيلة إلى الحضور في المسجد، والصلاة فيه، فينبغي أن يكون المقصود أعظم منه فضلا، وأجل منه قدرا، فأي وجه لتقارب الخطا؟

ومقتضى هذا الأثر: أن من له طريقان إلى المسجد، يختار أبعدهما، ومقتضى ما ذكرنا خلافه، فليتأمل.

* * *




الخدمات العلمية