الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن الحجاج

                                                                                      شاعر العصر ، وسفيه الأدباء ، وأمير الفحش ، وديوانه مشهور في خمس مجلدات وهو أبو عبد الله ، الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي ، المحتسب ، الكاتب .

                                                                                      وقد هجا المتنبي ومدح الملوك ، مثل عضد الدولة وبنيه [ ص: 60 ] والوزراء . وله باع أطول في الغزل . وأما الزطاطة والتفحش ، فهو حامل لوائها ، والقائم بأعبائها .

                                                                                      وخدم بالكتابة في جهات ، وأخذ الجوائز ، وولي حسبة بغداد مدة وعزل ، وله معان مبتكرة ما سبق إليها .

                                                                                      وكان شيعيا رقيعا ، ماجنا ، مزاحا ، هجاء ، أمة وحده في نظم القبائح ، وخفة الروح ، وله معرفة بفنون من التاريخ والأخبار واللغات .

                                                                                      ورأيت له أنه قال : كل ما قلته من المجون فالله يشهد أنني ما قصدت به إلا بسط النفس ، وأنا أستغفر الله من هذه العثرة .

                                                                                      وقيل : إنه بعث ديوانه بخط منسوب إلى صاحب مصر ، فأجازه : بألف دينار . [ ص: 61 ] مات ببلد النيل في جمادى الآخرة ، سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ، وقد شاخ .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية