الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  890 55 - حدثنا مسدد قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عبد العزيز ، عن أنس ، وعن يونس ، عن ثابت ، عن أنس قال : بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل ، فقال : يا رسول الله هلك الكراع ، وهلك الشاء ، فادع الله أن يسقينا. فمد يديه ، ودعا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " فمد يديه ودعا " ، فإن قلت : في الترجمة رفع اليدين ، وفي الحديث المد ، ومن أين التطابق قلت : في الحديث الذي بعده " فرفع يديه " كلفظ الترجمة ، فكأنه أشار بذلك إلى أن المراد بالرفع هنا المد لا كالرفع الذي في الصلاة ، وأخرج هذا الحديث من طريقين ، الأول : عن مسدد عن حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ، والثاني : عن مسدد أيضا عن حماد بن زيد عن يونس بن عبيد عن ثابت عن أنس ، والرجال كلهم بصريون ، والبخاري أخرجه بالطريق الأول أيضا في علامات النبوة عن مسدد ، وأخرجه أبو داود نحوه عن مسدد ، وبالطريق الثاني : أخرجه النسائي عن حماد بن زيد عن يونس عن ثابت عن أنس ، وهذا طرف من حديث أنس في الاستسقاء أخرجه مطولا ومختصرا في مواضع عديدة ، على ما يأتي إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ بينما " أصله بين فزيدت فيه الألف والميم ، وقد تكرر ذكره فيما مضى ، وأضيف إلى الجملة بعده ، وقوله : “ إذ قام جوابه " ، وفي الحديث الذي بعده " قام أعرابي " ، وفي أخرى " فقام المسلمون " ، وفي أخرى " جاء من نحو دار القصار " ، وفي أخرى في الاستسقاء " فقام الناس فصاحوا : يا رسول الله - قحط المطر " ، قوله : “ الكراع " بضم الكاف ، وضبطه بعضهم عن الأصيلي بالكسر ، وهو خطأ ، وهو اسم لجمع الخيل ، قوله : “ الشاء " جمع شاة ، وأصل الشاة شاهة ; لأن تصغيرها شويهة ، والجمع شياه بالهاء في العدد تقول : ثلاث شياه إلى العشر ، فإذا جاوزت فبالتاء فإذا كثرت قيل : هذه شاء كثيرة ، وجمع الشاء شوي ، قوله : “ فمد يديه " قد ذكرنا أن المراد من المد ليس الرفع ، كما في الصلاة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية