الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن أدى ثلاثة أرباع المال ، وعجز عن الربع : عتق ، ولم تنفسخ الكتابة في قول القاضي وأصحابه ) . [ ص: 479 ] واختاره أبو بكر . قال في الكافي ، قال أصحابنا : إذا أدى ثلاثة أرباع كتابته ، وعجز عن الربع : عتق . قال في الهداية ، والمذهب ، والخلاصة ، وغيرهم : إذا أدى ثلاثة أرباع المال وعجز عن الربع : لم يجز للسيد الفسخ . وظاهر كلام الخرقي : أنه لا يعتق حتى يؤدي جميعها . وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله . وهو المذهب . قال في المستوعب : هي المشهورة . وجزم به في الوجيز . وقدمه في الكافي . واختاره المصنف ، وغيره . قال في المحرر : وظاهر قول أبي الخطاب : عدم العتق ، ومنع السيد من الفسخ . وقد تقدم لفظه في الهداية وغيره . وقال في الفروع : فإن أدى ثلاثة أرباع المال وعنه : أو أكثر منه وعجز عن الباقي : لم يعتق . ولسيده فسخها في أنص الروايتين فيهما . وقال في الترغيب : وفي عتقه بالتقاص روايتان . ولم يذكر العجز . قال : ولو أبرأه من بعض النجوم ، أو أداه إليه : لم يعتق به على الأصح . وأنه لو كان على سيده مثل النجوم : عتق على الأصح . انتهى . وقال في الفائق : ولو أدى ثلاثة أرباعه وعجز عن ربعه : لم يعتق في أحد الوجهين . اختاره الشيخ . وقال أبو بكر ، والقاضي : يعتق . وللسيد الفسخ . نص عليه . وقيل : لا . انتهى . وقال في الرعايتين : فإن أدى ثلاثة أرباعه ، وعجز عن ربعه : لم يعتق في الأصح . ولسيده الفسخ . نص عليه . وقيل : لا . وقال في الحاوي الصغير : فإن أدى ثلاثة أرباعه ، وعجز عن ربعه : لم يعتق في الأصح . ولسيده الفسخ . نص عليه . [ ص: 480 ] وقال أبو بكر : لم يجز للسيد الفسخ . وصحح في النظم : أنه لا يعتق . ويملك الفسخ . نص عليه . وقال أبو الخطاب : لا يملك .

التالي السابق


الخدمات العلمية