الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2048 حدثنا محمد بن يحيى حدثنا يزيد بن هارون حدثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي وخير ما اكتحلتم به الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وهو حديث عباد بن منصور [ ص: 171 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 171 ] قوله : ( وخير ما اكتحلتم به ) بالنصب وجوز رفعه ( الإثمد ) بكسر الهمزة والميم بينهما ثاء مثلثة ساكنة ، وحكي فيه ضم الهمزة ؛ حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة يكون في بلاد الحجاز وأجوده يؤتى من أصبهان قاله الحافظ ، وقال التوربشتي : هو الحجر المعدني ، وقيل هو الكحل الأصفهاني ينشف الدمعة والقروح ويحفظ صحة العين ويقوي غصنها لا سيما للشيوخ والصبيان .

                                                                                                          ( فإنه ) أي الإثمد أو الاكتحال به ( يجلو البصر ) من الجلاء أي يحسن النظر ويزيد نور العين وينظف الباصرة لدفع الردية النازلة إليها من الرأس ( ينبت ) من الإنبات ( الشعر ) بفتح الشين والعين المهملة ويجوز إسكانها ، والمراد به هنا الهدب وهو بالفارسية شره وهو الذي ينبت على أشفار العين ( مكحلة ) بضمتين بينهما ساكنة اسم آلة الكحل ، وهو الميل على خلاف القياس ، والمراد منها هاهنا ما فيه الكحل ( يكتحل بها ) كذا في النسخ الموجودة بها ، وفي جميع روايات الشمائل " منها " فالباء بمعنى من كما قيل في قوله تعالى : يشرب بها عباد الله .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه الترمذي في باب الحجامة .




                                                                                                          الخدمات العلمية