الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ( 43 ) ) .

قوله تعالى : ( ما يدعون ) : هي استفهام في موضع نصب بـ " يدعون " لا بـ " يعلم " و " من شيء " : تبيين . وقيل : " ما " بمعنى الذي .

ويجوز أن تكون مصدرية ؛ و " شيء " : مصدر ؛ ويجوز أن تكون نافية ، و " من " : زائدة . وشيئا : مفعول " يدعون " .

و ( نضربها ) : حال من الأمثال . ويجوز أن يكون خبرا . و " الأمثال " نعت .

قال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ( 46 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا الذين ظلموا ) : هو استثناء من الجنس ، وفي المعنى وجهان :

أحدهما : إلا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى ؛ بل بالغلظة ؛ لأنهم يغلظون لكم ؛ فيكون مستثنى من التي هي أحسن ، لا من الجدال . والثاني : لا تجادلوهم ألبتة ؛ بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم .

[ ص: 302 ] قال تعالى : ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ( 51 ) ) قوله تعالى : ( أنا أنزلنا ) : هو فاعل يكفهم .

قال تعالى : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين ( 58 ) الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ( 59 ) ) .

قوله تعالى : ( والذين آمنوا ) : في موضع رفع بالابتداء ، و " لنبوئنهم " الخبر .

ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه الفعل المذكور .

و ( غرفا ) : مفعول ثان ، وقد ذكر نظيره في يونس والحج .

و ( الذين صبروا ) : خبر ابتداء محذوف .

قال تعالى : ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ( 60 ) ) .

قوله تعالى : ( وكأين من دابة ) : يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء ، و " من دابة " : تبيين .

و ( لا تحمل ) : نعت لدابة .

و ( الله يرزقها ) : جملة خبر كأين ، وأنث الضمير على المعنى .

ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه يرزقها ، ويقدر بعد كأين .

قال تعالى : ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ( 64 ) ) .

قوله تعالى : ( وإن الدار الآخرة ) : أي إن حياة الدار ؛ لأنه أخبر عنها بالحيوان ، وهي الحياة ، ولام الحيوان ياء ، والأصل حييان ، فقلبت الياء واوا لئلا يلتبس بالتثنية ، ولم تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها لئلا تحذف إحدى الألفين .

قال تعالى : ( ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون ( 66 ) ) .

قوله تعالى : ( وليتمتعوا ) : من كسر اللام جعلها بمعنى كي ، ومن سكنها جاز أن يكون كذلك ، وأن يكون أمرا ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية