الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وعلم آدم الأسماء كلها [ 31 ]

                                                                                                                                                                                                                                        " آدم " و " الأسماء " مفعولان لعلم . وآدم لا ينصرف في المعرفة [ ص: 209 ] بإجماع النحويين ؛ لأنه على أفعل وهو معرفة ، ولا يمتنع شيء من الصرف عند البصريين إلا بعلتين ، فإن نكرت آدم وليس بنعت لم يصرفه الخليل وسيبويه ، وصرفه الأخفش سعيد ؛ لأنه إنما منعه من الصرف لأنه كان نعتا وهو على وزن الفعل ، فإذا لم يكن نعتا صرفه . قال أبو إسحاق : القول قول سيبويه لا يفرق بين النعت وغيره لأنه هو ذاك بعينه . وجمع آدم إذا كان صفة أدم ، فإن لم يكن نعتا فجمعه آدمون وأوادم ، وهكذا الباب كله .

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وقد ذكرنا " عرضهم " في الكتاب الذي قبل هذا .

                                                                                                                                                                                                                                        فقال أنبئوني ألف قطع لأنها من أنبأ ينبئ ، فإن خففت الهمزة قلت أنبئوني بين بين ، فإن جعلتها مبدلة قلت : أنبوني مثل أعطوني بأسماء هؤلاء " بأسماء " مخفوض بالباء ، و " هؤلاء " في موضع مخفوض بالإضافة إلا أنه مبني على الكسر لالتقاء الساكنين ، وهو مبني مثل هذا . وفيه وجوه إذا مددته وإن شئت خففت الهمزة الثانية وحققت الأولى ، وهو أجود الوجوه عند الخليل وسيبويه ، وهي قراءة نافع فقلت : هؤلاء إن كنتم صادقين ولا يجوز غير هذا في قول من خفف الثانية ، والدليل على هذا أنهم أجمعوا على القراءة في قوله - جل وعز - :من النساء إلا ما قد سلف على وجه واحد عن نافع ولا فرق بينهما ، وإن شئت خففت الأولى وحققت الثانية فقلت : " هؤلاإن " .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 210 ] كنتم ) ، وإن شئت حققتهما جميعا فقلت : ( هؤلاء إن ) ، وإن شئت خففتهما ، وإن شئت خففت الأولى فقلت : هؤلا إن كنتم صادقين ) وهو مذهب أبي عمرو بن العلاء في الهمزتين إذا اتفقتا . وتميم ، وبعض أسد ، وقيس يقصرون " هؤلا " فعلى لغتهم : " هؤلا إن كنتم " ، وقال الأعشى :


                                                                                                                                                                                                                                        هؤلا ثم هؤلا كلا اعطيـ ـت نعالا محذوة بمثال



                                                                                                                                                                                                                                        ومن العرب من يقول : " هؤلا " فيحذف الألف والهمزة . إن كنتم صادقين " كنتم " في موضع جزم بالشرط ، وما قبله في موضع جوابه عند سيبويه ، وعند أبي العباس الجواب محذوف ، والمعنى : إن كنتم صادقين فأنبئوني . قال أبو عبيد : وزعم بعض المفسرين أن " إن " بمعنى " إذ " ، وهذا خطأ ، إنما هي " أن " المفتوحة التي تكون بمعنى " إذ " ، فأما هذه فهي بمعنى الشرط .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية