الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 279 ] 25 - باب

                                الصلاة في الخفاف

                                380 387 - حدثنا آدم: ثنا شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم يحدث عن همام بن الحارث، قال: رأيت جرير بن عبد الله، بال، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسئل، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا.

                                قال إبراهيم: فكان يعجبهم ; لأن جريرا كان من آخر من أسلم.

                                381 388 - حدثنا إسحاق بن نصر: ثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن المغيرة بن شعبة، قال: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح على خفيه وصلى.

                                التالي السابق


                                قد تقدم حديث جرير والمغيرة في المسح على الخفين بغير هذين الإسنادين.

                                وإنما مقصوده هاهنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على خفيه ثم صلى وهما عليه.

                                وقد صرح القائلون باستحباب خلع النعلين في الصلاة: أنه إذا كان قد مسح على الخفين ثم أراد الصلاة فإنه لا يستحب له نزع خفيه، فإنه لو نزعهما لانتقضت طهارته عندهم، كما سبق ذكره في أبواب نقض الوضوء، فلذلك كان الأولى له أن يصلي في خفيه.

                                وليس لنا موضع يكره أن يصلي فيه في النعلين والخفين إلا الكعبة ; فإنه يكره لمن دخلها أن يلبس خفيه أو نعليه -: نص عليه عطاء ومجاهد وأحمد ، وقال: لا أعلم أحدا رخص فيه.

                                وفي كثير من نسخ البخاري هاهنا بابان:

                                أحدهما: " باب: إذا لم يتم السجود ".

                                [ ص: 280 ] والثاني: " باب: يبدي ضبعيه ويجافي في السجود ".

                                وقد أعادهما على وجههما في " صفة الصلاة "عند" أبواب السجود " وهو الأليق بهما، فنؤخرهما إلى ذلك المكان - إن شاء الله تعالى.

                                وقد انتهى ذكر أبواب اللباس في الصلاة، ويشرع بعده في أبواب استقبال القبلة.



                                الخدمات العلمية