الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [20 - 25] كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة وجوه يومئذ ناضرة [ ص: 5996 ] إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة

                                                                                                                                                                                                                                      كلا بل تحبون العاجلة أي: الدنيا العاجلة، بإيثار شهواتها وتذرون الآخرة أي: بالإعراض عن الأعمال التي تورث منازلها، أو تنسون الآخرة ووعيدها، وهول حسابها وجزائها.

                                                                                                                                                                                                                                      وجوه يومئذ ناضرة أي: حسنة جميلة من النعيم.

                                                                                                                                                                                                                                      إلى ربها ناظرة أي: مشاهدة إياه، ترى جمال ذاته العلية، ونور وجهه الكريم، كما وردت بذلك الأخبار والآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      ووجوه يومئذ باسرة أي: كالحة، لجهامة هيئاتها، وهول ما تراه هناك من الأهوال، وأنواع العذاب والخسران.

                                                                                                                                                                                                                                      تظن أن يفعل بها فاقرة أي: داهية تفصم فقار الظهر، لشدتها وسوء حالها ووبالها. وشتان ما بين المرتبتين! ويظهر أن في عود الضمير من " بها " إلى الوجوه -مرادا بها الذوات- شبه استخدام، ولم أر من نبه عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية