الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 226 ] ذكر الموضع الذي أمرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بما وصفنا فيه

                                                                                                                          بعد تقدمتهم الإهلال بعمرة

                                                                                                                          3918 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا أفلح بن حميد ، قال : سمعت القاسم بن محمد ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشهر الحج ، وليالي الحج ، وحرم الحج ، حتى نزلنا بسرف ، قالت : فخرج صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ، فقال : من لم يكن معه هدي ، وأحب أن يجعلها عمرة ، فليفعل ، ومن كان معه الهدي ، فلا ، قالت : فالآخذ بها والتارك لها من أصحابه ، قالت : فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجال من أصحابه ، فكانوا أهل قوة ، فكان معهم الهدي ، فلم يقدروا على العمرة ، قالت : فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أبكي ، فقال صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك يا هنتاه ؟ قلت : قد سمعت قولك لأصحابك ، فمنعت العمرة ، قال : وما شأنك ؟ قالت : لا أصلي ، قال : فلا يضرك ، إنما أنت امرأة من بنات آدم ، كتب الله عليك ما كتب عليهن ، فكوني في حجتك ، فعسى أن تدركيها ، قالت : فخرجنا في حجه حتى قدمنا منى ، فطهرت ، ثم خرجت من منى فأفضت البيت ، قالت : ثم خرجت معه في النفر الآخر حتى نزل المحصب ، ونزلنا معه ، فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال صلى الله عليه وسلم : اخرج بأختك من الحرم ، فلتهل بعمرة ، ثم افرغا ، ثم ائتيا هنا ، فإني أنظركما حتى تأتياني ، قالت : فخرجت لذلك حتى فرغت ، وفرغت من [ ص: 227 ] الطواف ، ثم جئته سحرا ، فقال صلى الله عليه وسلم : هل فرغتم ؟ قلت : نعم . قال : فأذن بالرحيل في أصحابه ، فارتحل الناس ، فمر بالبيت قبل صلاة الصبح ، فطاف به ، ثم خرج فركب ، ثم انصرف متوجها إلى المدينة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية