الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 24 ] فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا

                                                                                                                                                                                                                                      فاصبر لحكم ربك أي: من الصدع به، والتبليغ لآيه، والعمل بأوامره ولا تطع منهم آثما أو كفورا أي: ولا تطع في معصيته تعالى من مشركي مكة، من ركب الإثم وجاهر بالكفر، ممن يريدك عن الرجوع عن دعوتك، بما شئت من مال أو مطلب، و "أو" إما على بابها. أي: لا تطع من كان فيه أحد هذين الوصفين، فالنهي عمن اجتمعا فيه يعلم بالطريق الأولى. وإما بمعنى الواو.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 6016 ] قال الفراء :

                                                                                                                                                                                                                                      "أو" هاهنا بمنزلة الواو. وفي الجحد والاستفهام والجزاء يكون بمعنى (لا)، فهذا من ذلك مع الجحد. انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      وإما بمعنى (بل) إضراب إلى وصف هو به أخلق وأجدر. وإما للتخيير في التسمية أي: من شئت بالآثم أو الكفور، لتحقق مفهومهما فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية