الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ( 47 ) )

يقول - تعالى ذكره - مسليا نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، فيما يلقى من قومه من الأذى فيه بما لقي من قبله من رسله من قومهم ، ومعلمه سنته فيهم ، وفي قومهم ، وأنه سالك به وبقومه سنته فيهم ، وفي أممهم : ولقد أرسلنا يا محمد من قبلك رسلا إلى قومهم الكفرة ، كما أرسلناك إلى قومك العابدي الأوثان من دون الله ( فجاءوهم بالبينات ) يعني : بالواضحات من الحجج على صدقهم ، وأنهم لله رسل ، كما جئت أنت قومك بالبينات فكذبوهم ، كما كذبك قومك ، وردوا عليهم ما جاءوهم به من عند الله ، كما ردوا عليك ما جئتهم به من عند ربك ، ( فانتقمنا من الذين أجرموا ) يقول : فانتقمنا من الذين أجرموا الآثام ، واكتسبوا السيئات من قومهم ، ونحن فاعلو ذلك كذلك بمجرمي قومك ، ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) يقول : ونجينا الذين آمنوا بالله وصدقوا رسله ، إذ [ ص: 114 ] جاءهم بأسنا ، وكذلك نفعل بك وبمن آمن بك من قومك ، ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) على الكافرين ، ونحن ناصروك ومن آمن بك على من كفر بك ، ومظفروك بهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية