الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4972 [ ص: 82 ] باب في النجوى، وتقرير العبد بذنوبه

                                                                                                                              وقال النووي: (باب سعة رحمة الله تعالى: على المؤمنين، وفداء كل مسلم بكافر: من النار).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 86، 87 ج 17 المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن صفوان بن محرز؛ قال: قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في النجوى ؟ قال: سمعته يقول: «يدنى المؤمن - يوم القيامة -، من ربه عز وجل، حتى يضع عليه: كنفه، فيقرره بذنوبه؛ فيقول: هل تعرف ؟ فيقول: أي رب! أعرف.

                                                                                                                              قال: فإني، قد سترتها عليك - في الدنيا - وإني أغفرها لك، اليوم.

                                                                                                                              فيعطى: صحيفة حسناته.

                                                                                                                              وأما الكفار، والمنافقون؛ فينادى بهم - على رءوس الخلائق -: هؤلاء الذين كذبوا على الله»).


                                                                                                                              [ ص: 83 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 83 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن صفوان بن محرز ؛ قال: قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، يقول في النجوى ؟ قال: سمعته يقول: «يدنى المؤمن - يوم القيامة - من ربه، حتى يضع عليه: كنفه) بفتح النون.

                                                                                                                              قال النووي: وهو ستره وعفوه.

                                                                                                                              والمراد «بالدنو» هنا: دنو كرامة وإحسان، لا دنو مسافة. والله تعالى: منزه عن المسافة، وقربها. انتهى.

                                                                                                                              قلت: وهذا هو التأويل، الذي لا يرضاه السلف. وصرف اللفظ الوارد على لسان رسول الله صلى الله عليه - وآله وسلم - عن ظاهره، بلا موجب يوجبه.

                                                                                                                              (فيقرره بذنوبه ؛ فيقول: هل تعرف ؟ فيقول: رب! أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك - في الدنيا - وإني أغفرها لك، اليوم. فيعطى صحيفة حسناته.

                                                                                                                              وأما الكفار، والمنافقون ؛ فينادى بهم - على رؤوس الخلائق - هؤلاء الذين كذبوا على الله).

                                                                                                                              [ ص: 84 ] فيه: بشارة لعصاة الإسلام، بمغفرة ذنوبهم، بعد تقريرهم بآثامهم.

                                                                                                                              وفيه: نعي على أهل الكفر، والنفاق.

                                                                                                                              اللهم ! عبدك هذا، يقر بجميع ذنوبه: الظاهر منها، والباطن.

                                                                                                                              والمستور منها، والمكشوف.

                                                                                                                              فاغفر له وارحمه، واعف عن سيئاته، وبدلها بالحسنات. فليس ذلك عليك بعزيز.




                                                                                                                              الخدمات العلمية